سعودي يعمل في مغسلة سيارات يمتلكها ويرغب في توظيف سعوديين!

الشاب الذي يحمل درجة البكالوريوس في الترجمة واللغات، لم يجد وظيفة مناسبة في القطاع الخاص، وطال انتظاره للوظيفة الحكومية كثيراً؛

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/22 الساعة 07:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/22 الساعة 07:48 بتوقيت غرينتش

"أردت أن أكسر ثقافة العيب في المجتمع" بهذه الكلمات لخص الشاب السعودي نواف العتيق (24 عاما)، الأسباب التي دفعته إلى العمل في مغسلة للسيارات.

الشاب الذي يحمل درجة البكالوريوس في الترجمة واللغات، لم يجد وظيفة مناسبة في القطاع الخاص، وطال انتظاره للوظيفة الحكومية كثيراً؛ ولذلك قرر الاتجاه إلى العمل الحر، خاصة وأن مجالاته كثيرة ومربحة، على حدّ قوله.


وفي حديثه لـ "عربي بوست"، يقول "اخترت هذه الوظيفة بالذات لتغيير فكرة الناس عن العمل الحر، خاصة في بعض الوظائف التي يعيبها المجتمع السعودي، ولا يحبذ عمل أبنائه فيها".

ويضيف "الدراسة أفادتني كثيراً، ولا تعارض بينها وبين عملي، صحيح أني لا أعمل في مجالي، ولكن ليست هذه معضلة، ولا يعني ذلك أنني أخطأت بالدراسة مادمت لن أعمل في مجالي، بل بالعكس إذا أتيحت لي الفرصة لاستكمال الدراسة، سأستكملها إلى جوار العمل بدون مشكلة".

يؤمن العتيق بأن المدير الناجح هو القائد، وهو الذي يشارك موظفيه العمل، ويدفعهم لبذل أقصى جهد ممكن، وبرغم أنه يمتلك المغسلة إلا أنه يشارك بقية العمال يومياً العمل يداً بيد بدوامٍ كامل، ولا يجد في ذلك حرجاً.


ويقول "أعمل بيدي مع بقية العمال بدون حرج، ونتعاون في العمل بدون تكليف وبشكلٍ متساوٍ، فأحدنا ينظف السيارة من الداخل، والآخر من الخارج، وهكذا نقتسم العمل فيما بيننا، فالكل سواسية، وليس هناك مدير وعامل".

ولم يلتفت الشاب السعودي إلى الانتقادات التي وجهها له البعض، الذين عابوا عمله بيده برغم أنه يمتلك المغسلة، وعلى العكس وضع نصب عينيه فقط الدعم والتشجيع الذي لقيه من معارفه وأصدقائه لاستكمال ما بدأه.

"عرفت منذ البداية أنني سأجد بعض النقد والسخرية، وتساؤلات من نوعية كيف لسعودي أن يعمل في وظيفة كهذه، ولكني استقبل كل الانتقادات بصدرٍ رحب، وفي الوقت نفسه وجدت من أهلي وأصدقائي كل الدعم والتشجيع، وساعدتني والدتي وخالي كثيراً، وشدوا من أزري، وطالبوني بعدم الالتفات لكلام الناس".

"وأشار الشاب إلى أن الزبائن يأتون له خصيصاً نظراً لما يتمتع به من سمعة، وأمانة، وإتقان للعمل، "كما أن أسعارنا هي الأقل في المنطقة، فالسيارة الصغيرة قيمتها 20 ريال، بينما الكبيرة 25 ريال، في حين تزيد القيمة عن ذلك في أغلب المغاسل بخمسة ريالات" .

لم يخفِ العتيق رغبته في توظيف شباب سعوديين للعمل معه في المغسلة مؤكداً "أتمنى أن أجد شباباً سعودياً يقبل بالعمل معي، وسأقوم فوراً بتوظيفهم بدلاً من العمال الأجانب".

وتابع حديثه موجهاً رسالة إلى الشباب السعودي بعدم الارتكان، وانتظار الوظيفة الحكومية التي قد لا تأتي موضحاً أنه "لابد للشباب ألا ينتظروا أن تساعدهم الدولة، وتوفر لهم وظائف برواتب كبيرة، بل أن يقدموا هم لها المساعدة بنزولهم لسوق العمل، والعمل بأيديهم بدون خوفِ من العيب، ولا رهبة من الخطأ، فكلنا نُخطئ، ولكننا نتعلم في نهاية المطاف".

علامات:
تحميل المزيد