“أخشى ملامحي العربية”.. اللحظات الأولى بعد تفجيرات بروكسل كما يرويها عرب

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/22 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/22 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش

"لم أكن أتصوُّر أن هذا اليوم سيجعلني أخاف ملامحي العربية"، يقول أحمد الشراع (لاجئ عراقي) والذي صادف وجوده بالقرب من محطة مترو مالبيك في بروكسل، "كان صباحاً كأي صباح غائم هادئ كنت متفائلاً".

الشراع هو واحد من عرب كثيرين شعروا بحالة استنكار شديدة جنبا إلى جنب مع هلع كبير بعد حصول تفجيرات بروكسل الثلاثة التي استهدفت كلاً من المطار ومحطة المترو، فكان أول سؤال جال بخاطره، كما يقول لـ"عربي بوست": "من سيتبنى التفجير؟ وهل سنتحمل مسؤوليات أخطاء غيرنا لمجرد هويتنا العربية".

في محطة مترو مالبيك كان أسعد منصور مخطوف الوجه؛ فتواتر أخبار الانفجارات وسحب الدخان المتصاعدة من محطة المترو "هي تماماً المشاهد التي جعلتني أهرب من سوريا".

يضيف منصور الذي خاض رحلة اللجوء إلى بلجيكا: "إنه يوم عصيب، التوتر في كل مكان بعد أقل من ساعة على الانفجار، كانت الشوارع فارغة من كل شيء إلا من قوات الشرطة والجيش".

جروبات واتساب

"لا أحد يستطيع مغادرة بروكسل الآن"، هذا ما بدأ مازن عيد وأصدقاؤه يتداولونه عبر مجموعة على واتساب بعد الهجمات التي كانت سبباً في رفع حالة التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى في جميع أنحاء البلاء وتوقف حركة المترو.

ويضيف مازن أنه "فور سماع الخبر بدأ أصدقائي يرسلون على المجموعة التي أسسناها على واتساب ضرورة العودة إلى منازلنا والبقاء فيها ريثما تهدأ الأوضاع، الأمر الذي استغرق مني قرابة الساعة بعد توقف محطة المترو عن العمل".

من المسؤول؟

نورس الذي اختار خلال حديثه معنا أن يذكر اسمه الأول فقط خوفاً من أي رد فعل لأي كلمة يصرّح به عربي – على حد تعبيره – يقول: "خيمت على المدينة حالة من الرعب ولكلٍّ أسبابه".

فالبلجيكيون متوترون وخائفون من أن يكون أخ أو أخت أو قريب هو أحد الضحايا، والجنسيات العربية، كما يقول نورس: "تخشى أن تتحمل المسؤولية بسبب الانفجارات خاصة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين مثل وضعي".

السؤال الذي طرحه نورس هو: "هل ستتوقف الإجراءات القانونية لفترة من الزمن بسبب وجود مركز الهجرة والمهجرين بالقرب من محطة بروكسل نورد؟ أم في حال كان أحد المنتحرين عربياً تلغى نهائياً".

طيارة من دون طيران!

بسام القوتلي الذي صادف وجوده في المطار وتحديداً في إحدى الطائرات التي كان من المفترض أن تقلع من مطار بروكسل عاش اللحظات الأولى بعد التفجيرات التي يرويها لـ"عربي بوست".

"كان من المفترض أن تقلع الطائرة إلا أنها تأخرت وبدأ الركاب يتحدثون عن انفجارات في المطار"، يقول بسام، ويضيف: "كانت هناك حالة من الهدوء، لم ينعكس الخبر على الركاب بهلع أو جنون، امتلأت الطائرة بأصوات مسجات يبدو أنهم يطمئنون على ذويهم".

من نافذة الطائرة استطاع بسام مشاهدة حركة إخلاء الناس من الأبنية وبعد مرور أكثر من ساعة تم إبلاغهم بإخلاء الطائرة، حيث قامت قوات أمن المطار بالتدقيق في جوازات سفر الجميع.

المشهد أمام المطار كان حزيناً، كما وصفه بسام: "جرحى وسيارات إسعاف وخدمات الإنترنت توقفت، لا وسائل نقل تقلّنا، وهنا بدأت حالة الهلع نوعاً ما، فبعد مدة ليست بالقصيرة وجدت سيارة".

رحلة بسام من المنزل إلى المطار لم تكن بالسهلة، خاصة مع المكالمات الكثيرة التي وردته حول حملة اعتقالات وتشديد كبير وتفتيش في الشوارع، "يبدو أننا في مرحلة جديدة في بروكسل".

علامات:
تحميل المزيد