اعتبرت الرباط أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وقع في 4 "انزلاقات خطيرة" خلال زيارته الأخيرة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر قبل أسبوع، والتي أدت إلى ردود أفعال غاضبة من القيادة والشارع المغربي.
وعدّد الوزير المنتدب في الخارجية المغربية ناصر بوريطة، أمس الجمعة 18 مارس/آذار 2016، في مؤتمر صحفي عقده في الرباط تلك "الانزلاقات الخطيرة" التي وقع بها كي مون حسب تعبيره – وهي:
1- وصفه وجود المغرب في الصحراء بـ"الاحتلال"، وهو ما اعتبره بوريطة مخالفاً لقرارات مجلس الأمن، ويمسّ بحياد الأمين العام للأمم المتحدة.
2- تصريحه في الجزائر بأن "الاستفتاء" على انفصال الصحراء لا يزال يمكن تطبيقه في المنطقة، وعن هذا علّق الوزير المنتدب بأن "مقررات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن لم تعد تتحدث عن الاستفتاء منذ عام 2004 وما حدث انزلاق خطير"، حسب تعبيره.
3- تلويحه بشارة النصر تضامناً مع "جبهة البوليساريو" التي تطالب باستقلال الصحراء، "يعتبر دليلاً واضحاً على فقدانه الحياد والتجرد في ملف بيد مجلس الأمن"، وفق رأي المسؤول المغربي.
4- تجاهل "انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الجزائر في مخيمات تندوف"، فضلاً عن زيارته منطقة "بئر لحلو" العازلة انطلاقاً من تندوف، بدل العيون "ما يعني أنه يعتبر المنطقة امتداداً لتندوف"، وفق وجهة نظر الرباط.
رد فعل
وفي نفس المؤتمر أعلن الوزير المنتدب تخفيض عدد بعثة الأمم المتحدة في الصحراء "المينورسو"، موضحاً أن 84 موظفاً مدنياً في البعثة سيغادرون المغرب في غضون 3 أيام، مشيراً إلى أن الجانب العسكري من البعثة المتعلق بحفظ السلام لن يتأثر.
وأكد بوريطة أن الرباط قررت تعليق مساهمتها المقدرة بـ3 ملايين دولار، المخصصة لسير بعثة المينورسو، وقال: "المغاربة لا يمكن أن يدفعوا من جيوبهم أجر مَنْ يصفون بلدهم بالمحتل".
وشهدت العاصمة المغربية الرباط، الأحد الماضي، تظاهرة حاشدة للاحتجاج على التصريحات التي أدلى بها كي مون، قبلها بيومين، فيما اتهم وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، بان كي مون بـ"خرق اتفاق" مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، حول ملف الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو.
قضية الصحراء
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.
وتشرف الأمم المتحدة، على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو، بحثاً عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين الاتفاق.