على الرغم من أن اسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لم يكن وارداً في سجل المرشحين في الانتخابات المحلية التي جرت الأحد 13 مارس/ آذار 2016 في 3 ولايات إلا أن هذه الانتخابات كانت حاسمة من جهة إظهار مدى الدعم الذي يحظى به نهجها في معالجة أزمة اللاجئين.
أظهرت نتائج الانتخابات المحلية في ألمانيا والتي خرجت مساء أمس الأحد 13 مارس/ آذار 2016 تقدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض لوجود اللاجئين في البلاد، بنتيجةٍ تخوله دخول البرلمان.
استغل مخاوف الألمان
الحزب اليميني الشعبوي استغل مخاوف الألمان من أزمة المهاجرين الجدد لكسب مزيد من الأصوات، وذلك في أول انتخابات برلمانية في البلاد منذ تدفق اللاجئين إليها.
وتشكل هذه النتائج نكسة جديدة بالنسبة لميركل، وتظهر آثار سياسة اللجوء التي تنتهجها على شعبية حزبها وكيف ساهمت في تقوية اليمين الشعبوي.
وكانت ميركل قد حاولت تحذير الناخبين من انتخاب حزب "البديل" خلال الحملات الانتخابية قائلة: "على من يريد حلاً بنّاءً، ومن يريد أن تمضي الأمور قدماً، حزب البديل من أجل ألمانيا هو الحزب الخاطىء تماماً".
وقال نائبها زيغمار غابريل، الذي يترأس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، السبت أن لديهم موقفاً واضحاً يتمسكون به قائماً على الإنسانية والتضامن، مؤكداً أنهم لن يغيروا موقفهم لأجل 10% من متطرفي اليمين.
من ناحيته قال جمال قارصلي، النائب الألماني السابق في برلمان ولاية شمال الراين فستفاليا، في حديث لـ" هافنغتون بوست عربي" إن نتائج الانتخابات ستؤثرعلى اللاجئين بشكل مباشر بعد دخول حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وسيزيد ضغط أنصار الأحزاب الكبيرة (الحزب الديمقراطي المسيحي CDU، والحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD) على قياداتها لتغيير نهجها، مشيراً إلى أن هذه الأحزاب حاولت تحاشي هذه النتائج عبر تشديد قوانين اللجوء مؤخراً.
وبيّن أن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، سيصبح ممثلاً في برلمانات 8 ولايات ألمانية، وقد يدخل الخريف القادم في ولايتين أيضاً.
من جانبه قال لؤي المدهون المحلل السياسي المختص بالشأن الألماني لـ" هافنغتون بوست عربي "إنه من الصعب تحديد طبيعة التأثير المباشر للنتائج على اللاجئين في ألمانيا، لكن من المتوقع أن تشدد الأحزاب الحاكمة لهجتها الخطابية تجاههم ودعوتها للاندماج بشكل أسرع وتعلم اللغة الألمانية، هذا التغيير في النبرة يهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام خطاب القوى اليمينية المتطرفة".
سياسة ميركل لن تتغير
وأوضح المدهون أنه لا يتوقع تغييراً جذرياً في سياسة ميركل قبيل الانتخابات الاتحادية في العام 2017، لأن القوى الديمقراطية ستتجه إلى تبني سياسة توافقية تقصي اليمين المتطرف.
ويذهب الخبير المختص في الشأن إلى أبعد من ذلك متوقعاً أن تبقى ميركل سيدة المشهد السياسي الألماني في السنوات القادمة أيضاً، مؤكداً أن "فرضية استقالة ميركل مستبعدة كلياً، لأنه في الواقع لا يوجد بديل لها في الحزب الديمقراطي المسيحي وغالبية الألمان تعي هذه الحقيقية".
وتشير تقارير صحفية إلى أن استقالة المستشارة من منصبها مستبعدة لعدم توافر بديل مناسب لها حالياً، وهو ما أكده أيضاً جمال قارصلي، الذي كان نائباً في البرلمان المحلي مدة 10 سنوات، موضحاً أن ميركل لن تستقيل، لأن هذه الانتخابات ليس لها تأثير مباشر على الحكومة الفيدرالية، إلا أنها تبقى ذات أهمية، إذ تجرى الانتخابات في ثلاث ولايات لذا تسمى "سوبر سونتاغ – الأحد العظيم"، يشارك فيها قرابة ربع سكان ألمانيا، لذا تجذب اهتماماً إعلامياً ودولياً.
كانت النتائج الأولية لانتخابات الأحد أظهرت، تصدّر حزب الخضر النتائج في ولاية بادن فورتمبرغ (30.5%) متقدماً على الحزب الديمقراطي المسيحي (27%)، كما خسر حزب ميركل (31.7%) المنافسة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (36.3%) في ولاية رايلاند بفالز.
وفي ولاية ساكسونيا، شرقي البلاد بقي الحزب الديمقراطي المسيحي الأكثر شعبية فيها بنسبة تأييد بلغت 29.7%، على الرغم من صعود نجم حزب "البديل" إذ ارتفعت نسبة تأييده إلى 24%.