لو كان مجلس الأمن مدرسة ابتدائية لربما حدث فيها ما حدث بالضبط يوم الجمعة الماضي بين السفيرة الأمريكية والسفير المصري في خناقة بدأت حول قرار ضد الجرائم الجنسية للقوات الدولية وانتقلت من أروقة المجلس إلى الملاسنة على تويتر.
الأمر بدأ بمشروع قرار تقدمت به السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باورز يقضي بأنه في حال اتهام أحد مبعوثي حفظ السلام بانتهاكات و/أو إذا لم تتخذ بلاده تحركاً إزاء ذلك و/أو إذا لم تعلم الأمين العام للأمم المتحدة بالإجراءات التي اتخذتها، فإن الأمين العام يستطيع أن يستبدل جنوداً آخرين من دولة أخرى بتلك الفرقة التي ارتكب أحد أفرادها الانتهاك.
مشروع القرار يسلط الضوء للمرة الأولى على الجرائم الجنسية التي يرتكبها بعض الأفراد العاملين في بعثات حفظ السلام، بالإضافة إلى الجرائم الأخرى، ولكن مصر التي تشغل حاليا عضوية مجلس الأمن قررت الاعتراض، وقدمت مشروع قرار بديل للتصويت يقضي ببساطة بحذف "أو" بما يعني أنه لا بد من اجتماع الشروط الثلاثة حتى يكون من حق الأمين العام تنفيذ الجزاء المذكور، وذلك وحسب ما نشر موقع بازفيد الأميركي،الاثنين 14 مارس/آذار، 2016.
كان ينبغي التصويت على قبول المشروع المصري، ولكن السفيرة الأميركية إضافة إلى عدة دول أخرى اعترضت عليه عند الصياغة، وأصر المصريون على أن تعديلاتهم لا بأس بها.
ماذا حدث بعد ذلك؟
يبدو أن الوفد المصري أصابه الغضب، واتهم السفيرة الأميركية بأن رفضها لمشروعهم -الذي يصعب محاسبة مرتكبي الجرائم الجنسية- وراءه "أهداف شخصية".
السفيرة الأميركية سامنثا باورز، اضطرت للرد، وقالت في كلمتها: أقر أمامكم أن لدي أهدافا شخصية وهي أن نقوم أخيرا بشيء ما لمواجهة السرطان الذي يهدد الأمم المتحدة والمتمثل في الاعتداءات الجنسية التي قد يتعرض لها أناس وضعوا ثقتهم في الأمم المتحدة من قبل ممثلين للمنظمة الدولية.. فحاكموني.
تم التصويت لصالح المشروع الأصلي بواقع 14 صوتا من 15 صوتا هم أعضاء مجلس الأمن وهو ما يعد قبولا كاسحا، أما مندوب مصر الغاضب، فقرر الامتناع عن التصويت.
بعد الجلسة خرجت السفيرة الأميركية غاضبة، وعلى قناتها على يوتيوب نشرت ردها الساخر على الوفد المصري، وعلى حسابها على تويتر نشرت تغريدة تضم أسماء الدول التي كانت تعارض مشروع قرار مواجهة الاعتداءات الجنسية ومن بينهم مصر واكتفت بكتابة كلمة SAD وتعني حزينة.
Sad. pic.twitter.com/fNIpKLHNjJ
— Samantha Power (@AmbassadorPower) March 12, 2016
لم تنته المعركة هنا، فقد قررت الخارجية المصرية التصعيد، وتدخل المتحدث باسمها مواجهة السفيرة على تويتر، فرد على تغريدتها قائلا إن المحزن حقا هو أن تقوم سفيرة دولة دائمة في الأمم المتحدة بفرض مشروع قرار يهدف لتحقيق الدعاية والطموح الشخصي.
.@AmbassadorPower What is sad is for a #UNSC Permanent Rep. to impose resolution on security council for publicity & personal ambition
— Egypt MFA Spokesman (@MfaEgypt) March 12, 2016
ما لا يعرفه أحد، هو سر حماسة مصر لمعارضة مشروع قرار يحاسب قوات حفظ السلام التي تتورط في اعتداءات جنسية، كما لا يعرف على وجه التحديد ما وجه المصالح "الشخصية" التي يمكن أن تحققها السفيرة الأميركية من إقرار هذا القرار.
بازفيد وصفت الأداء المصري في المجلس بأنه كان أشبه بمشاركة التلاميذ أو المتدربين في برامج محاكاة الأمم المتحدة التي تعقد في أماكن مختلفة واستخدمت عددا من الصور الساخرة لوصف المعركة.
-هذه المادة مترجمة بتصرف عن موقع Buzzfeed الأميركي ومصادر أخرى. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.