اتهم رئيس الوزراء المغربي عبدالإله بنكيران، السبت 12 مارس/آذار 2016، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ"تشجيع الكيانات الوهمية"، في إشارة إلى الصحراء الغربية، وذلك على خلفية وصف الأخير لهذه المنطقة بأنها "محتلة".
وخلال زيارته السبت الماضي مخيماً للاجئين الصحراويين قرب تندوف، قال بان كي مون – بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية – إنه يتفهم "غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه".
وقال بنكيران الذي كان يتحدث في جلسة استثنائية دعا إليها أعضاء غرفتي البرلمان إن تصريحات كي مون "تمسّ بمصداقية" المنظمة الدولية، وأضاف: "الأجدر بالسيد الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدر مخاطر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة عوض تشجيع الكيانات الوهمية ومنطق التجزؤ الذي لا يمكن أن يؤدي إلا لمزيد من عدم الاستقرار".
بنكيران اعتبر أن استعمال الأمين العام كلمة "الاحتلال" يعد "سابقة في قاموس الأمم المتحدة في تناولها لملف الصحراء المغربية، إذ لا تستند إلى أي أساس سياسي أو قانوني، ويعتبر استحضارها في هذه الحالة مخالفاً للقانون الدولي والأعراف المعمول بها".
والثلاثاء الماضي، حملت الحكومة المغربية بشدة على زيارة بان كي مون متهمة إياه بـ"التخلي عن حياده وموضوعيته" والوقوع في "انزلاقات لفظية"، مؤكدة أن "هذه التصريحات غير ملائمة سياسياً، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن".
فرحان حق، المتحدث باسم كي مون، رد الأربعاء الماضي على الاتهامات المغربية، مؤكداً أن "الأمين العام يعتبر أنه والأمم المتحدة شريكان حياديان" في ملف الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب من جهة وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر من جهة أخرى.
كذلك اتهم رئيس الوزراء المغربي بان كي مون، السبت، بـ"خرق الاتفاق" مع الملك محمد السادس، في إشارة إلى محادثة هاتفية جرت بين الملك والأمين العام في يناير/كانون الثاني 2015 عقب سحب الرباط ثقتها من كريستوفر روس، المبعوث الأممي إلى الصحراء واتهامها إياه بالانحياز.
وذكّر بنكيران بأن الاتفاق بين الملك والأمين العام قضى بـ"الالتزام بالمعايير المحددة من طرف مجلس الأمن، أي تسهيل (إجراء) مفاوضات بين الأطراف للوصول إلى حل متفق عليه، خاصة أن مجلس الأمن يعترف بالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب متمثلة في مقترح الحكم الذاتي" للصحراء الغربية.
وأضاف: "بعد شهور قليلة من عودة الثقة بين المغرب والسيد الأمين العام للأمم المتحدة يبدو أن الجانب الأممي لم يتراجع عن الخطوات التي شرع في تحضيرها منذ تعيين مبعوثه الشخصي (روس) في يناير/كانون الثاني 2009، التي أثارت ردود فعل قوية من جانب المغرب الذي طالب بضمانات لعدم الخروج عن الإطار الذي ترسمه قرارات مجلس الأمن الدولي".
واتُّهم روس بأنه "حاول التدخل مباشرة في مفاوضات صياغة قرارات مجلس الأمن، وهو ما اعتبر سابقة اضطرت المغرب إلى سحب ثقته منه".
وفي السياق نفسه، دعت الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني في المغرب الى تظاهرة صباح غدٍ الأحد في العاصمة الرباط احتجاجاً على تصريحات بان كي مون.