هرع حسنين سلمان، طالب اللجوء العراقي، إلى مكان سقوط طائرة صغيرة في حي "أتر" بمدينة أوسنابروك في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية وسحب شخصين عالقين في حطامها وقدّم المساعدة الطبية الأولية لأحدهما، حتى وصول طواقم الإسعاف.
وتمّ نقل الطيّار، إلى مشفى بعد إصابته بجراح بليغة، فيما أصيب رجلان آخران (50 و 58 عاماً) بجراح طفيفة.
وكانت الطائرة ذات المحركين من طراز "بايبر 34″، التي تعود ملكيّتها لشركة بمدينة أوسنابروك، في رحلة عمل نحو مدينة براونشفايغ، حين سقطت لأسباب غير معروفة قرابة الساعة 11 من صباح الخميس 10 مارس/آذار 2016.
القصة
وقال حسنين سلمان، 34 عاماً، وهو طبيب بيطري، يقيم في مخيم قريب من مكان وقوع الطائرة لصحيفة نوين أسونابروكر تسايتونغ الألمانية أنه كان يستحمّ عندما سمع صوت محرك الطائرة، ثم سمع بعد لحظات صوت دويٍّ قوي، أشبه باصطدام قطارين، وعندما شاهد حطام الطائرة على مسافة 200 متر، ركض مسرعاً وهو يرتدي ملابسه الداخلية فقط، قصد المساعدة.
وتمكّن سلمان من تحرير شخصين من تحت الحطام، فيما أخرج الآخران نفسيهما. وذكر البيطري العراقي بأنه لاحظ وجود رائحة بنزين، واندلاع ألسنة لهب.
وأستطاع سلمان مع أحد المقيمين معه إطفاء النيران باستعمال أدوات إطفاء الحريق، مؤكداً أن النيران كانت ستشتعل في الحطام بعد ذلك بوقت قصير.
العراقي حسنين سلمان
وأشار إلى أنه على الرغم من أنه طبيب بيطري، لكنه اتّخذ الإجراءات الإسعافية الأولية اللازمة حيال الجروح التي أصيب بها أحد الركاب في رأسه. ثم تولّت فرق الإسعاف لاحقاً علاج المصابين.
الشرطة: إنه بطل
ووصفت أنكه هامكر المتحدثة باسم الشرطة الرجل العراقي بالبطل، لكن سلمان رفض شكرها، وأوضحت هامكر أنه قال لها بأنه ساعد أناساً محتاجين فقط، وقام فقط بما كان يتوجب فعله.
وقالت متحدثة باسم الشرطة لوكالة إيفانغيلشن برس دينست إن "ردة فعله كانت مثالية"، مضيفةً أنه بذلك " أنقذ على الأرجح حياة الطيار ومساعده، لا سيما وأن الوقود كان لا يزال يتسرّب من الحطام"، مشيرةً إلى أنه كان من الممكن أن يندلع حريقٌ أو يحدث انفجار.
وذكرت صحيفة "نوين أسونابروكر تسايتونغ" أن قاطني مساكن اللاجئين ساهموا أيضاً في تقديم المساعدة الأولية.
ولم يتضح بعد سبب الحادث، الذي وقع بعد مسافة قصيرة من مكان إقلاع الطائرة.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إن أعطال تقنية قد تكون وراء الحادث، وإن الطائرة كانت تحلق على مقربة من المنازل، لكن الشرطة أكدت أن السبب غير واضح إلى الآن.
وقالت الشرطة إن الطائرة سقطت في أرضٍ كان صعباً على عمال الإغاثة الوصول إليها، لذلك تمّ طلب طائرة مروحية تابعة للشرطة.