بينما تدخل الحرب الأهلية في سوريا عامها الخامس تقول عاملة إغاثة سورية إن الأطفال السوريين المحاصرين يركضون نحو المباني المدمرة بحثاً عن الأثاث المحطم الذي قد يستخدم في إضرام النيران للتدفئة والطهي بدلاً من الفرار من القصف الجوي في فصل الشتاء.
وقالت عاملة الإغاثة – التي طلبت عدم نشر اسمها لأن منظمتها تعمل دون موافقة الحكومة السورية – إنه على الرغم من مخاطر العبوات التي لم تنفجر أو القنابل الأخرى يواصل الأطفال الركض تجاه مواقع الهجمات.
وأضافت: "شاهدنا كثيراً من الأطفال يركضون لجمع الأثاث، يريدون استخدام الأخشاب في التدفئة والطهي". وأصدرت هيئة إنقاذ الطفولة تقريراً، أمس الثلاثاء 9 مارس/آذار 2016، عن الأطفال المحاصرين في سوريا.
وقالت هيئة إنقاذ الطفولة إن ربع مليون طفل على الأقل في سوريا يعيشون في مناطق محاصرة، وأوضحت أن أقل من 1% من الناس تلقوا مساعدات غذائية من الأمم المتحدة العام الماضي، بينما تلقى 3% فقط مساعدة طبية.
وقالت سونيا خوش، المديرة الإقليمية لهيئة إنقاذ الطفولة في سوريا، للصحفيين: "هناك قصص بشكل معتاد عن أطفال يموتون لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على المساعدات والرعاية الطبية الطارئة التي يحتاجون إليها".
وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 486 ألفاً و700 شخص يعيشون في مناطق محاصرة، منهم 274 ألفاً و200 شخص في مناطق تحاصرها الحكومة، و200 ألف في مناطق يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية، و12500 شخص في مناطق تحاصرها جماعات المعارضة.
هيئة إنقاذ الطفولة وشركاؤها تحدثت مع 126 أماً وأباً وطفلاً في مناطق محاصرة، وأجروا 25 مقابلة مع جماعات إغاثة محلية وأطباء ومدرسين وأشخاص للتقرير المؤلف من 27 صفحة.
وقالت خوش: "في كل مكان الشيء الرئيسي الذي تحدث عنه الأطفال أنهم يخافون من القصف الجوي".
التقرير ذكر أن الأطفال أجبروا على تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار عندما كان الطعام في بعض الأحيان على بعد أميال قليلة في مخازن خارج المنطقة المحاصرة، وأن الأطفال أجبروا أيضاً على العيش تحت الأرض من أجل اللعب والذهاب إلى المدرسة.
وأضافت خوش: "فقد الأطفال حقاً أي شعور بالأمل في المستقبل".
وكان وسيط الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستيفان دي ميستورا قال إنه يأمل في استئناف محادثات السلام في جنيف اليوم الأربعاء.
وعمل اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي قبلته حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعظم خصومه، على تقليل أعمال العنف في سوريا منذ سريانه في 27 فبراير/شباط. وقتلت الحرب أكثر من 250 ألف شخص وتسببت في أسوأ أزمة لاجئين في العالم.