ما السر وراء نجاح كلينتون في كسب أصوات السود خلال الانتخابات التمهيدية؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/08 الساعة 06:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/08 الساعة 06:07 بتوقيت غرينتش

من آلاباما إلى لوزيانا وتينيسي، تحقق هيلاري كلينتون الفوز تلو الآخر في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في مؤشر على تأييد كبير من قبل الناخبين السود للسيدة الأولى السابقة.

فمنذ بداية الانتخابات التمهيدية في الأول من فبراير/شباط تفوقت كلينتون على خصمها الوحيد بيرني ساندرز في نحو 10 ولايات تتركز خصوصاً جنوبي البلاد، حيث يشكل السود نسبة كبيرة من الناخبين.

والسيناريو نفسه يمكن أن يحدث الثلاثاء في الانتخابات التمهيدية بولايتي ميسيسيبي (جنوب) وميشيغن (شمال).

أسباب معقدة

وهذا الدعم من قبل الأقليات العرقية لكلينتون أصبح واضحاً في نظر عدد كبير من المعلقين، لكن أسبابه تبقى معقدة.

وتحرص وزيرة الخارجية السابقة الحاضرة على الساحة العامة الأميركية منذ أكثر من 3 عقود، على التزامها منذ شبابها بمكافحة العنصرية عندما أجرت تحقيقاً بإدارة سيدة سوداء أميركية هي ماريان رايت اديلمان، حول التمييز العنصري في المدارس بآلاباما.

وبعد ذلك، طبعتها تجربتها كزوجة حاكم ولاية أركنسو رؤيتها للعلاقات بين الأعراق في أميركا، كما تؤكد المرشحة التي تشدد باستمرار على قناعاتها الدينية المسيحية التي تعد من القيم الأساسية لجزء مهم من الناخبين السود.

وفي كارولاينا الجنوبية، تحدثت كلينتون في أقدم جمعية طلابية للسود في البلاد.

وقالت "ستيفاني براون جيمس"، المستشارة السابقة لباراك أوباما، حول تصويت السود في 2012، إن كلينتون في هذه الحملة "تحدثت بقوة عن القضايا (العرقية) وتفعل ذلك بطريقة لم تكن تتبعها من قبل وغير معهودة لمرشح للرئاسة الأميركية".

وأكد تحليل لنشرة "كوك بوليتيكال ريبورت" الإلكترونية غير الحزبية، أنه دون التعبئة الحاسمة لهذه الفئة من الناخبين في 7 ولايات قبل 4 سنوات، كان أوباما سيهزم أمام ميت رومني.

ساندرز يخفق حول هذه النقطة

ولا يتقن "بيرني سادرز"، السيناتور عن ولاية رييفية شمال شرقي البلاد حيث لا يشكل السود أكثر من 1% من السكان، طرح هذه المسألة مثل منافسته.

فخطابه يتركز قبل كل شيء على التفاوت الاقتصادي، ومحاولاته التذكير بمواقفه ضد العنصرية، مثل اعتقاله في ستينات القرن الماضي لمكافحته التمييز في حرم جامعة شيكاغو، لا تؤتي ثمارها.

وقالت أندرا غيليسبي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة إيموري كوليدج في أتلانتا: "إنها مشكلة نموذجية للسود مع التقدميين البيض الذين يحللون كل شيء عبر مسألة الطبقات الاجتماعية وينسون أن القضية العرقية مازالت مهمة".

وتعتمد هيلاري كلينتون بشكل كبير على إرث زوجها بيل كلينتون الذي يذكره الكثير من الأميركيين على أنه الرئيس الذي عمل كثيراً من أجل السود في تسعينات القرن الماضي عندما كانت نسبة البطالة تتراجع والأجور ترتفع في صفوف هذه المجموعة.

وفي الواقع، ضاعف بيل كلينتون الذي يهتم بصورته كرجل قادم من وسط متواضع جداً في الجنوب، المبادرات حيال مواطنيه السود.

سجن وفقر

لكن حصيلة أداء بيل كلينتون في هذا المجال تثير الجدل مع أنه عين عدداً قياسياً من السود في إدارته ودعم التمييز الإيجابي.

ويؤثر قانونان أقرّا خلال ولايته الرئاسية – قانون إصلاح المساعدات (ويلفير ريفورم اكت) في 1996 وقانون الجريمة (كرايم بيل) في 1994 – على حملة هيلاري كلينتون.

ويتهم النص الأول الذي يتعلق بإصلاح المساعدات الاجتماعية بأنه عزز التفاوت الذي كانت تعاني منه أصلاً الأسر السوداء الفقيرة، بينما يعتبر النص الثاني مسؤولاً عن "الاعتقال الواسع" الذي يقع السود ضحايا له في الولايات المتحدة.

وقال دون ليمون، مقدم البرامج الأسود في شبكة "سي إن إن" في لقاء مساء الأحد الماضي: "بصفتي رجلاً أسود في الولايات المتحدة، هناك احتمال بأن أصبح واحداً من كل 3 ينهي حياته في السجن".

وبما أنه لم يكن لدى هيلاري كلينتون حجج كافية، هاجمها ليمون مرتين ليسألها "بالنظر إلى ما حدث منذ 1994، لماذا يتوجب على السود أن يثقوا بك هذه المرة لتحقيق الأمور بشكل صحيح؟".

وكما فعل زوجها في الماضي، اعترفت كلينتون بأن "بعض جوانب هذا القانون تشكل خطأً"، ووعدت في الوقت نفسه بمعالجة "العنصرية التي تهيمن على النظام القضائي بشكل عام".

تحميل المزيد