كشف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اليوم الاثنين 7 مارس/ آذار 2016 عن أن المسلحين الذين هاجموا مدينة بن قردان المحاذية للحدود الليبية كانوا يسعون للسيطرة على المنطقة وإعلانها ولاية جديدة تابعة لهم.
ويعد الهجوم الذي راح ضحيته 53 شخصاً من أعنف الاعتداءات التي تعرضت لها تونس في الفترة الأخيرة بحسب تقرير لوكالة رويترز.
السبسي أشار في كلمة موجهة للشعب بثها التلفزيون الحكومي "إن هذا الهجوم منظم وهو غير مسبوق وربما كان الهدف منه السيطرة على هذه المنطقة وإعلانها ولاية جديدة ولكن قواتنا توقعت هذا، فكانت موجودة ويحق للتونسيين الافتخار بها".
وأضاف أن الجيش سيدحر ما وصفه بـ"الجرذان" في منطقة بن قردان وكامل البلاد.
هجمات متزامنة
وزارتا الدفاع والداخلية أشارتا في بيان سابق اليوم إلى أن "مديريتي الحرس (الدرك) والأمن (الشرطة) الوطنيتين وثكنة الجيش الوطني في بن قردان، تعرضت لهجومات متزامنة من قبل مجموعات إرهابية مسلحة" لم تحدد عددها أو هويتها.
وقررت وزارة الداخلية فرض حظر تجول ليلي اعتباراً من السابعة مساءً (18,00 ت غ) وحتى الخامسة صباحاً (4,00 ت غ) في مدينة بن قردان التي يقطنها نحو 60 ألف شخص.
وحذرت الوزارة بأن "كل مخالفة لهذا القرار تعرّض مرتكبها إلى الخطر والتبعات القانونية".
تمشيط "شامل" للجنوب
وأعلنت وزارتا الدفاع والداخلية التونسيتان أن وحدات عسكرية وأمنية تقوم حالياً بتمشيط كامل منطقة بن قردان "لمطاردة وتعقب ما تبقى من عناصر المجموعات الإرهابية، مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة وتكثيف الطلعات الجوية بالمنطقة وعلى مستوى الشريط الحدودي وغلق المعابر الحدودية مع ليبيا برأس الجدير والذهيبة/وازن".
ودعت الوزارتان كافة سكان المدينة إلى "البقاء في المنازل والحذر والهدوء" والإبلاغ عن أي تحركات لمشبوهين".
وأغلقت المدارس والإدارات العامة في بن قردان بحسب شهود عيان.
وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الأمن تقوم بدوريات في شوارع المدينة وتدعو عبر مكبرات صوت المواطنين إلى البقاء في منازلهم، فيما تمركزت عناصر من الجيش على أسطح عدد من المنازل.
وكلف رئيس الحكومة الحبيب الصيد وزيري الدفاع والداخلية بالتوجه إلى بن قردان لمتابعة الوضع والعمليات العسكرية والأمنية هناك وفق بيان لرئاسة الحكومة.
وأمر الصيد بتمشيط شامل ودقيق لكامل المناطق الجنوبية" و"تكثيف الدوريات البرية والجوية".
هجمات سابقة
و في الأربعاء الماضي، قتلت وحدات مشتركة من الجيش والأمن التونسيين 5 متطرفين مسلحين، تسللوا من ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، وتحصنوا بمنزل في بن قردان اقتحمته قوات الأمن والجيش.
وذكرت وزارة الداخلية أن القتلى الخمسة وبينهم أربعة تونسيين خططوا لتنفيذ "عمليات إرهابية"، لافتة إلى أن بقية عناصر المجموعة هربوا في "اتجاهات مختلفة" بواسطة سيارات.
وحذر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من أن "تواصل تدهور الأوضاع في ليبيا يمثل تهديداً مباشراً لتونس التي تعد أكثر البلدان عرضة لتداعيات الأزمة في هذا البلد المجاور".
غارة أميركية على داعش
ومؤخراً قتل 50 شخصاً في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية على مقر لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في صبراتة بليبيا، استهدفت مسؤولاً ميدانياً تونسياً في التنظيم المتطرف.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الغارة حالت دون وقوع هجوم كان التنظيم الجهادي يعدّ على الأرجح لتنفيذه في تونس.
وبحسب السلطات التونسية فإن منفذي 3 هجمات دامية أسفرت عن مقتل 59 سائحاً أجنبياً و13 عنصر أمن في تونس في عام 2015 نفذها تونسيون تلقوا تدريبات في معسكرات إرهابيين بليبيا.
وتقول مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول استخدام المرتزقة أن أكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً التحقوا بالجهاديين في الخارج لا سيما في سوريا والعراق وليبيا.
وأضافت المجموعة أن هذا العدد هو "ضمن الأكبر بين الذين يتوجهون إلى الخارج لخوض نزاعات مقارنة بالبلدان التي يخرج منها متطرّفون مسلحون".