كشف خبيرٌ بارز في مركز استراتيجي تابع لحلف شمال الأطلسي "Nato" أن روسيا تحاول الإطاحة بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من خلال شنّ حرب معلومات وذلك لإثارة الغضب في ألمانيا بشأن مشكلة تدفق اللاجئين خاصة السوريين على البلاد.
وقال الخبير لصحيفة "الجارديان" البريطانية إن محاولات روسيا لإثارة الغضب في ألمانيا تأتي بهدف الإطاحة بالمستشارة الألمانية لكونها تُعدّ من أقوى الداعمين لفرض عقوبات على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح جانيس سارتس، وهو مدير مركز الاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف "الناتو"، ومقره مدينة ريغا عاصمة لاتفيا، أن روسيا لديها تاريخٌ حافل في تمويل المتطرفين في أوربا، وهو على يقين أن هناك أدلة على دور روسيا المثير للغضب ضد المستشارة الألمانية.
وأضاف سارتس الذي يتحدث بصفته خبيراً، وليس كمتحدث باسم "الناتو" أن روسيا بصدد إنشاء شبكة علاقات من الممكن السيطرة عليها، ويمكن استغلالها كما تفعل روسيا الآن في ألمانيا فيما يتعلق بقضايا اللاجئين بهدف إحداث أضرارٍ جسيمة بالعملية السياسية.
وتابع "أعتقد أنهم ينتظرون هل ستنجح محاولاتهم في دولة كبيرة مثل ألمانيا، ليس بها الكثير من نقاط الضعف، وذلك من خلال خلق ظروف يمكن أن يكون لها تأثيرٌ فيما يتعلق بالإطاحة بالقيادة العليا في ألمانيا.
وقال إن روسيا تحاول، بمساعدة متحدثين روسيين وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، استغلال جوانب الخلل مع وجود اليمين المتطرّف من أجل تحقيق غايتها."
وأضاف الخبير المطلع على تقارير استخباراتية قائلاً "بوجه عام يمكنك تتبع سجل روسيا القديم في تمويل قوى التطرف بأوربا سواء كانوا من اليمين أو اليسار لإثبات ما أقول، فطالما هم متطرفون فمرحباً بهم للعمل مع روسيا إذا أمكن، فهم جزءٌ أساسي من أساليبها التكتيكية.". حسب قوله
وقال سارتس، وهو من أقدم الموظفين بوزارة الدفاع في جمهوريا لاتفيا (إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق) قبل تعيينه لدى الناتو إن تأثير المحاولات الروسية لإشعال الغضب في ألمانيا قد يتضاءل لأنه تمّ الكشف عنها؛ لكنه حذّر البلدان الأخرى التي تغضُّ الطرف عن حرب بوتين الدعائية.
ونزح إلى ألمانيا أكثر من مليون لاجىء أغلبهم من سوريا وصلوا ألمانيا العام الماضي، وهو الأمر الذي ساعد في تصاعد الانتقادات ضد ميركل واتهامها بأنها لم تضع حداً لأعداد اللاجئين المقيمين بألمانيا.
وقد غذّت حركة اللاجئين صعود الجناح الأكثر يمينية بالحزب الشعبوي " für Deutschlan"ـ بعد أن تزايد السخط جراء تدفق اللاجئين، فوفقاً لآخر استطلاع للرأي فإن 81% من المواطنين الألمان يرون أن ألمانيا فقدت السيطرة على الموقف.
ومن المتوقّع أن يتم الكشف عن اتجاهات الناخبين لأول مرة منذ الأزمة في 13 مارس، حيث ستقام الانتخابات في ثلاثة أقاليم من إجمالي البلاد ال16.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة الغارديان البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.