أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، السبت 5 مارس/آذار 2016، من باريس أن على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل فور تشكيل السلطة الانتقالية، معتبراً أنه "لا توجد أي إمكانية" لأن يبقى في السلطة.
تصريحات الجبير جاءت رداً على ما قاله الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا من أن الشعب السوري هو مَنْ يقرر مصير الأسد، في إشارة إلى بقاء الأسد وإجراء انتخابات رئاسية تحدد مصيره، الأمر الذي ردّ عليه الجبير بأن السوريين رفعوا السلاح على الأسد وقالوا رأيهم فيه.
وأضاف الجبير خلال لقاء مع الصحافة في باريس أن "الأمر بالنسبة إلينا واضح جداً، عليه الرحيل عند بدء عملية الانتقال وليس في نهايتها".
والهدف من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة التي من المتوقع أن تستأنف الأسبوع المقبل، هو إطلاق عملية انتقال سياسية تضع حداً للحرب التي تضرب سوريا منذ نحو 5 سنوات. وتقضي خريطة طريق الأمم المتحدة بتشكيل هيئة انتقالية بحلول الصيف المقبل وتنظيم انتخابات عامة في منتصف عام 2017.
وأوضح الجبير: "عندما يتم تشكيل الهيئة الانتقالية تنتقل السلطة من الأسد الى هذه الهيئة ويرحل".
وتابع وزير الخارجية السعودي: "بعدها تقوم السلطة الانتقالية بوضع دستور جديد وتعد للانتخابات. البعض يعتبر أن على بشار الأسد أن يبقى حتى موعد الانتخابات، ورأينا ليس كذلك".
ورداً على سؤال حول التصريحات الأخيرة للموفد الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي اعتبر أن على السوريين أن يقرروا مصير الأسد قال الجبير: "لا توجد أي إمكانية" لأن يبقى الأسد رئيساً، مضيفاً: "لقد قال السوريون كلمتهم عندما حملوا السلاح ضد بشار الأسد، وكانوا واضحين جداً: لن يكون رئيسهم".
وبعد أن تطرق الى تردد المعارضة في التوجه الى جنيف لاستئناف المفاوضات قال إن هذه المعارضة "لا تستطيع أن تتوجه الى المفاوضات بأيدٍ فارغة".
جاءت تصريحاته قبل أيام من الموعد الذي تستهدف الأمم المتحدة فيه استئناف محادثات السلام في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ 5 أعوام في سوريا.
وكان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة رياض حجاب أعلن، الجمعة الماضي، أن الظروف غير ملائمة بعد لاستئناف المفاوضات، مشيراً الى الخروقات لوقف إطلاق النار من قبل النظام.
وتراجعت الولايات المتحدة وحكومات غربية كانت تدعو من قبل لرحيل الأسد مبكراً عن مطلبها بعد أن تعزز موقفه بالتدخل الروسي في سوريا منذ سبتمبر/أيلول.
وحول وقف الهبة السعودية للبنان قال الجبير إن بلاده لم تفسخ العقد مع الجانب الفرنسي "لكن الزبون سيكون الجيش السعودي، لقد قررنا وقف تسليم (المعدات) بقيمة 3 مليارات دولار للجيش اللبناني وتحويلها إلى الجيش السعودي".
وتابع الجبير: "نواجه وضعاً يصادر فيه حزب الله (الشيعي المتحالف مع إيران خصم السعودية) قرارات لبنان. (الأسلحة) ستذهب إلى السعودية وليس إلى حزب الله".
وتأخذ السعودية على لبنان امتناعه عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين لوزراء خارجية جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في يناير/كانون الثاني دانا مهاجمة متظاهرين إيرانيين للسفارة والقنصلية السعوديتين في إيران.