قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار "حزب الله" اللبناني، بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه، منظمةً إرهابية.
محللون سياسيون اعتبروا القرار الصادر الأربعاء 2 مارس/آذار 2016 موجهاً بالأساس ضد إيران، لافتين إلى أنه جاء بعد التأكد من قيام الحزب بعمليات استهدفت زعزعة أمن واستقرار دول الخليج وهي على استعداد لأيّ رد قد ينجم عن حزب الله.
الحكومة اللبنانية في مأزق
أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله الشايجي أكد في تصريح لـ"عربي بوست" أن هذه الخطوة كانت متوقّعة، لافتاً إلى أنها تشير بأن ثمة تصميماً خليجياً بقيادة السعودية لمواجهة المشروع الإيراني وأذرعه في المنطقة من الخليج إلى البحر المتوسط.
الشايجي الذي يعمل أستاذاً زائراً بجامعة جورج واشنطن والحاصل على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة تكساس قال إن "حزب الله لديه سجلٌ حافل بالإرهاب منذ قيامه"، لافتاً إلى أن الحزب في حالة ارتباك ولم يكن يتوقع هذا القرار الذي سيدخل الحكومة اللبنانية في مأزق ويجعل إيران أيضاً في مأزق.
وأضاف أن "دول الخليج اتخذت احتياطاتٍ كافية لأيِّ ردٍّ قد ينجم عن حزب الله وخاصة أن القرار يحمل رسالةً واضحة وهي أنه لا تراجع عن مواجهة المشروع الإيراني الذي يستهدف أمن واستقرار المنطقة".
مشيراً إلى أن هذا القرار قد يلقى دعماً عربياً خلال الساعات القادمة.
إجماعٌ خليجيٌّ مطلق
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله أنه تمَّ تنبيه حزب الله مراراً وتكراراً حول ممارسته التي تستهدف زعزعة أمن المنطقة وأن هذه التصرفات تقع تحت طائلة قوانين مكافحة الإرهاب، ولكنه استمر في نهجه ضد السعودية ودول الخليج وهذا القرار يعدّ رسالة أيضاً لإيران التي يعد حزب الله أهم أداةٍ في يدها.
وتوقع أن يكون الرد على هذا القرار من حزب الله لكنه سيكون بالتنسيق مع إيران التي ستعفي نفسها من الرد المباشر، لافتاً إلى أن هذا القرار حظي بإجماع خليجي مطلق وأعلنه المسؤول الخليجي الأول بشكل حازم وحاسم وعلى حزب الله أن يفهم هذه الرسالة وهذا القرار الذي ربما تتبناه عواصم عربية أخرى.
واعتبر أن القرار يوضح أن دول الخليج بقيادة السعودية لديها نهجٌ حازم لمواجهة إيران وليس فقط حزب الله.
جولة جديدة من المواجهات
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور إبراهيم الهدبان إن هذا القرار يعد جولة جديدة من المواجهة بين دول الخليج من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى".
وأشار إلى أن دول الخليج تواجه إيران في عدة جبهات مثل الملف السوري الذي لم يعد قراراً إيرانياً بل بات في يد روسيا ولكن الدول الخليجية لم تصل لحد الإعلان إلى أنها في حالة حرب مباشرة مع إيران.
من جانبه رحب رئيس مجلس علماء باكستان محمد طاهر الأشرفي بالقرار، لافتاً إلى أن إرهاب حزب الله كان واضحاً للعيان، مشيراً لـ"عربي بوست" إلى أن هذه خطوة مستحقة.
وحذّر الأشرفي من أيّ رد فعل من حزب الله تجاه دول الخليج، قائلاً "من يمدُّ يده على دول الخليج سنقطعها".