يسعى علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي يُوصف بثعلب السياسة الإيرانية، للاستحواذ على منصب رئيس مجلس خبراء القيادة، بعد أن ظل هذا المنصب طيلة فترات عدة في قبضة المتشددين منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
وأشار تقرير أورده موقع "iranwire" إلى أن "هاشمي رفسنجاني، الفائز بالمرتبة الأولى عن العاصمة طهران في انتخابات مجلس خبراء القيادة التي جرت الجمعة الماضي، تعرّض إلى حملة شرسة بعدما كشف في 12 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن تشكيل لجنة إيرانية تدرس المرشحين المحتملين لشغل منصب الزعيم الأعلى، وهو ما يمثل كسراً لأحد المحرمات بالحديث علناً عن خلافة هذا المنصب.
ويقوم مجلس خبراء القيادة في إيران المؤلف من 88 عضواً، جميعهم رجال دين حائزون على مرتبة الاجتهاد وفق المنظور الفقهي لدى الطائفة الشيعية، حسب المادة 107 من دستور 1979، بانتخاب المرشد الأعلى للثورة، ويحق للمجلس حسب المادة 111 من نفس الدستور خلعه إذا ثبت عجزه عن أداء واجباته، أو فقد مؤهلاً من مؤهلات اختياره.
وبحسب التقرير، فإن "رفسنجاني الذي حصد نحو مليون و660 ألف صوت من ناخبي طهران، بالإضافة إلى فوز المرشحين في قائمته وقائمة الرئيس الحالي حسن روحاني، سيعزز ذلك من حظوظه في تولي منصب رئاسة مجلس خبراء القيادة".
وبحسب الموقع الذي نقل عن مصادر خاصة مقربة من البيت الإصلاحي فإن "مكانة رفسنجاني تعززت بقوة نتيجة غياب مرشحين منافسين من التيار الأصولي المحافظ (المتشدد) لنيل هذا المنصب"، مشيراً إلى أن "رئيس مجلس صيانة الدستور المتشدد أحمد جنتي، الذي حافظ على مقعده في مجلس الخبراء بعد أن حل في المرتبة الأخيرة، لم يعد منافساً قوياً لرفسنجاني".
وتشير المعطيات – بحسب النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية الاثنين الماضي عن نتائج انتخابات مجلس خبراء القيادة – إلى أن تغيير أعضاء المجلس بنسبة 36% لصالح رفسنجاني.
وكان تيار خامنئي عوّل على فوز "اليزيديين"، حيث دعا خلال خطاباته التي سبقت الانتخابات إلى "عدم انتخابات الشخصيات التي وصفها بمرشحي الإنكليز". في إشارة إلى قوائم الإصلاح التابعة لرئيس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني حسن روحاني.
وكان رفسنجاني أخفق في 10 مارس/آذار عام 2014، بعد وفاة رئيس مجلس خبراء القيادة المتشدد "أبوالقاسم خز علي"، في الحصول على المنصب بعد منافسة مع المرشح الأصولي "محمد يزدي"، حيث حصل الأخير على 47 مؤيداً من أعضاء المجلس، فيما حصل رفسنجاني على 24 مؤيداً.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن خسارة "محمد يزدي" و"محمد تقي مصباح يزدي"، زعيم جبهة الصمود أو ما تعرف بالفارسية "جبهة بايداري"، منصبيهما في مجلس خبراء القيادة فتح شهية رفسنجاني للحصول على رئاسة المجلس.
وفي سياق متصل، يقول موقع "آميد" المقرب من صفوف الإصلاحيين إن "أحمد جنتي الشخصية المتشددة في مجلس خبراء القيادة لم يعد بإمكانها منافسة رفسنجاني، بعدما منع جنتي المئات من مرشحي التيار الإصلاحي من المشاركة في الانتخابات".
ويترأس أحمد جنتي (89 عاماً) مجلس صيانة الدستور الذي يتولى النظر في أهلية مرشحي مجلس خبراء القيادة والبرلمان، ويتهمه خصومه باستغلال منصبه لإبعاد الإصلاحيين والمعتدلين من سباق أي انتخابات في إيران.