لا يخفى على أحد أن المملكة العربية السعودية هي التي ساعدت على إنضاج اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية وأصبح دستوراً للبنان عام 1989، إلا أن أحد أهم بنود هذا الاتفاق لم يُنَفَّذْ حتى هذه اللحظة، وهو سلاح الميليشيات الذي ما زال حزب الله وبعض الميليشيات الأخرى تستعمله ضد اللبنانيين والسوريين بحجة أنه سلاح مقاوم.
صراحة المملكة العربية السعودية ليس لها مصالح دولة في لبنان ولا يهمها إلا استقرار لبنان وهي ساعدت الدولة اللبنانية بمليارات الدولارات.
المملكة العربية السعودية تريد من لبنان ما يريده اللبنانيون أنفسهم من دولتهم.
ماذا يريد اللبنانييون من دولتهم؟
أولاً: أن يكون هنالك دولة حقيقية لا دويلة ميليشيات تتحكم بمصير العباد، وأن يكون هنالك حكومة حقيقية تطبق الدستور اللبناني والقوانين، وتساوي بين جميع اللبنانيين في الحقوق والواجبات، وأن تكافح إرهاب الميليشيات اللبنانية التي تشارك نظام بشار الأسد ذبح الشعب السوري وإرهابه التزاماً بالقوانين الدولية والإجماع العربي.
ثانياً: أن يكون هنالك حكومة تمنع الإساءة للبنانين في الخارج من جراء إرهاب ميليشيا حزب الله، وأن تمنعه من تصدير إرهابه إلى السعودية ودوَل الخليج والعالم، ما يريده اللبنانيون من الحكومة اللبنانية أن تكون حكومة كل اللبنانيين وليست حكومة الميليشيات الإرهابية تغطيها باسم كل اللبنانيين.
ثالثاً: ما يريده اللبنانيون أن تكون الأجهزة الأمنية الوطنية أجهزة لبنانية تعمل لمصلحة لبنان ولا تعمل لمصلحة ميليشيا أو نظام إرهابي. اللبنانيون يريدون قضاءً نزيهاً عادلاً وشفافاً وليس ظالماً ومنحازاً، وأن لا يغطي الإرهابيين المجرمين الذين يصدِّرون إرهابهم من لبنان إلى العالم. ما يريده اللبنانيون أن يحكمهم رجال سياسة يريدون مصلحة لبنان وليس تجار سياسة يسكتون عن إرهاب ميليشيا حزب الله وإرهابه من أجل مصالحهم الشخصية، وباختصار ما يريده اللبنانيون أن تتوقف حكومتهم عن تغطية إرهاب حزب الله.
المملكة العربية السعودية تريد أن ترى لبنان دولة حرة يحكمها الدستور والقانون وليس دولة مارقة تحكمها ميليشيا إرهابية تقتل في لبنان وسوريا واليمن والبحرين بغطاء حكومي وتجاهل رسمي.
ما تريده المملكة هو ما يريده اللبنانيون الشرفاء وهم يريدون أن لا يكون زعماؤهم السياسيون صحوات أو مطية لحزب أو ميليشيا يغطون إرهابها من أجل مصالح ضيفة ومنافع شخصية ومكتسبات مالية.
ما تريده المملكة هو الخير لمصلحة لبنان واللبنانين فهل نبادلهم نفس المحبة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.