حقق الرئيس الإيراني حسن روحاني فوزاً مؤكداً في انتخابات تعد بمثابة تصويت على الثقة، واقتنص شركاؤه الإصلاحيون مكاسب مفاجئة في البرلمان وفقاً لنتائج مبكرة لانتخابات قد تسرع وتيرة خروج الجمهورية الإسلامية من سنوات العزلة.
ومكاسب الإصلاحيين والمعتدلين في الانتخابات التي جرت أمس الجمعة 27 فبراير/ شباط 2016 لاختيار أعضاء البرلمان ومجلس الخبراء أكثر وضوحاً في العاصمة طهران لكن حجم نجاحهم هناك يشير إلى أن تشكيل برلمان على وفاق أكبر مع روحاني أصبح احتمالاً كبيراً.
وتخفيف قبضة المحافظين المناهضين للغرب الذين يسيطرون حالياً على البرلمان المؤلف من 290 مقعداً قد يعني تعزيز سلطة روحاني لفتح البلاد أكثر أمام التجارة الخارجية والاستثمارات بعد الاتفاق النووي التاريخي العام الماضي.
اكتساح الإصلاحيين
وأظهرت نتائج مبكرة أعلنت اليوم الأحد أن قائمة مرشحين يدعمها التيار الإصلاحي وتناصر روحاني في طريقها للفوز بكل المقاعد البرلمانية في طهران وعددها 30 مقعداً وأن المرشح المحافظ البارز غلام علي حداد عادل في طريقه لخسارة مقعده.
وقال روحاني "أظهر الشعب قوته من جديد ومنح حكومته المنتخبة مصداقية وقوة أكبر". وأضاف أنه سيعمل مع كل الفائزين في الانتخابات لبناء مستقبل البلد المصدر للنفط.
وقال فؤاد إزادي وهو أستاذ مساعد في كلية الدراسات الدولية بجامعة طهران "وفقاً للنتائج التي لدينا حتى الآن يبدو أن المحافظين سيفقدون الأغلبية في المجلس المقبل بأقل من 50%، وحصل الإصلاحيون على 30% وأبلى المرشحون المستقلون بلاء أفضل مما سبق ففازوا بنسبة 20%."
ويشغل المحافظون 65% من مقاعد البرلمان المنتهية ولايته وينقسم العدد الباقي بين الإصلاحيين والمستقلين الذين عادة ما يكونوا مؤيدين لروحاني.
وعزا إزادي تقدم الإصلاحيين بفارق كبير إلى نجاح روحاني في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية ورفع معظم العقوبات التي كبلت اقتصاد البلاد طول العقد الماضي وكذلك نجاحه في إعادة العلاقات مع الغرب.
وقال "إنه فوز ساحق في طهران ولكن بالنسبة للمدن الأخرى فإنه ليس واضحاً بعد. إنه يفوق التوقعات".
صحيفة اعتماد الإصلاحية التي فاز رئيس تحريرها بمقعد في طهران كتبت عنوانا رئيسيا يقول "تنظيف البرلمان".
وفي صفحتها الأولى قالت "لن يكون البرلمان المقبل مثل أي برلمان آخر في تاريخ إيران لأنه لن يكون هناك فصيل سياسي ينفرد بالرأي".
وتوجه الملايين إلى مراكز الاقتراع يوم الجمعة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء الذي يختار الزعيم الأعلى للبلاد. وسيطر المحافظون على البرلمان والمجلس لسنوات.
ونافس أنصار روحاني المحافظين الذين يخشون التقارب مع الغرب وهم مقربون من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.