في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 أعطى بن علي أوامره بإزالة تمثال الحبيب بورقيبة المنتصب في قلب الشارع الرئيسي للعاصمة التونسية ووضع ساعة عملاقة مكانه أُطلق عليها اسم "ساعة 7 نوفمبر" كدلالة رمزية لتاريخ توليه مقاليد الحكم.
وبعد نحو 28 عاماً من نفيه خارج العاصمة يعود تمثال بورقيبة لمكانه الطبيعي في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ60 للاستقلال وبعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني التي أزاحت بن علي ونفته خارج البلاد.
وفي هذا الإطار أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة في تونس، معز السيناوي، لـ"عربي بوست"، أن تمثال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة سيعود إلى الشارع الذي يحمل اسمه بطلب شخصي من الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي وسيتم نصبه في 20 مارس/آذار القادم.
قصة تمثال بورقيبة
وحول قصة هذا التمثال المثير للجدل والذي يظهر فيه الرئيس السابق الحبيب بورقيبة ممتطياً صهوة جواده وملوّحاً بيده، يقول الباحث التونسي العضو المؤسس للجمعية الوطنية للمحافظة على الإرث البورقيبي، جعفر محمود الأكحل، إن تاريخ نحت هذا التمثال يعود لسنة 1982 بطلب شخصي من الحبيب بورقيبة، حيث قام بنحته الرسام التونسي زبير التركي.
ويضيف: "من الطرائف التي أذكرها حول هذا التمثال أن الزعيم بورقيبة كان مُصراً على وضعه قبالة تمثال المفكر والعلامة ابن خلدون في ربط معنوي لمسيرة الإصلاح الاجتماعي التي بدأها ابن خلدون في كتاباته وواصلها بورقيبة في إطار بناء الدولة الحديثة".
لكحل يؤكد أن هذا التمثال يؤرخ لحقبة تاريخية هامة وهي تاريخ عيد النصر في الأول من يونيو/تموز 1955، حيث عاد بورقيبة من فرنسا "منتصراً" بعد نجاح المفاوضات حول الاستقلال ومنح السيادة الداخلية لتونس، وجال بورقيبة على صهوة حصانه في العاصمة ملوّحاً بيده للجماهير العريضة التي استقبلته.
ويرى الباحث أن عودة تمثال الزعيم بورقيبة في مكان ساعة "7 نوفمبر" هو إنصاف لتاريخ بورقيبة ولنضاله الذي حاول بن علي تهميشه ومحوه من الذاكرة التونسية، مشدداً على أن التمثال كان يمثل مصدر إزعاج لبن علي.
ويضيف: "لعب الوزير الأول حامد القروي دوراً فاعلاً في إقناع بن علي بضرورة إزالة تمثال بورقيبة من الشارع الرئيسي لتونس، وتم فعلياً إصدار قرار الإزالة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 بعد 4 أيام فقط من الانقلاب الذي قام به ضد بورقيبة".
ويشدد لكحل على أن "الجمعية الوطنية للمحافظة على الإرث البورقيبي" كانت أول من بادر بطلب إعادة التمثال لقلب العاصمة سنة 2005 بعد أن نفاه بن علي للضاحية الشمالية لتونس ووضعه بمدخل مدينة حلق الوادي، لكن قوبل طلبهم بالرفض، وبعد الثورة تلقت الجمعية وعداً من الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي بإعادة التمثال لمكانه الطبيعي.
من جانبه يرى المعارض السياسي والأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، محمد عبو، أن "قرار عودة تمثال بورقيبة لقلب العاصمة التي شهدت ثورة ضد بن علي غير صائب بالمرة، بل كان أجدى بأصحاب هذا القرار وضع تمثال يخلّد أحداث 14 يناير/كانون الثاني 2011″، على حد قوله.
جدل على الشبكات الاجتماعية
قرار إعادة تمثال الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إلى وسط العاصمة أثار موجة جدل على الشبكات الاجتماعية بين مؤيد ورافض للقرار فيما يلي أبرزها:
اعادة تمثال حبيب بورقيبة الى مكانه الاصلي يوم 20 مارس نحن غرابا عك عك إليك عانية #الدساترة
— fakher (@nabarji) February 25, 2016
السبسي لو يحب يكون معترف بالجميل، لازم يعمل تمثال للغنوشي الي عملو رئيس. https://t.co/k22LWEXd33
— نضال حمدي (@Nidhal_Hamdi_Tn) February 25, 2016
السبسي فشل فاعتقد أنّ إعادة تنصيب تمثال بورقيبة هو الإنجاز بقلم عبد اللطيف درباله https://t.co/A2FpM5hMD1
— journalistesfaxien (@journalistesfax) February 26, 2016