يقول يدالله التاجر في حي شعبي بجنوب طهران، إن المشاكل عديدة إلى حدٍّ لا يمكن إحصاؤها، وذلك قبيل الانتخابات المرتقبة الجمعة 26 فبراير/شباط 2016، في إيران، لكنه يعبر في المقابل عن تفاؤل بأن يحمل النواب الجدد التغيير.
في حي مولوي الشعبي بجنوب طهران، هناك محلات بالعشرات وباعة جوّالون يحملون أكياس الأرز أو العدس وشوارع مكتظة تمرُّ فيها سياراتٌ قديمة ونساء بالحجاب الأسود: لا شيء من هذه المظاهر يشبه مظاهر الثراء في شمال المدينة.
ويقف يدالله سبزي (34 عاماً) أمام محله الصغير الذي يبيع فيه خصوصاً الأرز، وعلقت فيه صور مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
المصلحة العامة
وقبل أيام من انتخابات مجلس الشورى ومجلس الخبراء، الهيئة المكلفة تعيين أو احتمال إقالة المرشد الأعلى، يدعو هذا التاجر النواب الذين سينتخبون إلى العمل من أجل المصلحة العامة.
وقال يدالله، الكردي الإيراني المتحدّر من منطقة تقع على الحدود مع العراق مثل كثيرين من سكان هذا الحي، "نحن لا نطلب منهم تغيير حياتنا الشخصية لكن العمل من أجل الجميع" عبر تشييد "طرق وبناء مساكن". وتضررت المنطقة التي يتحدر منها خصوصاً من جراء الحرب بين إيران والعراق (1980-1988).
وذكر يدالله بأنه والعديد غيره "نزحوا من جراء الحروب وخسروا منازلهم وأقرباءهم وجاؤوا إلى طهران للعمل"، مؤكداً أن أفراد المجموعة التي ينتمي إليها يتعرضون لمضايقة من السلطات البلدية التي لا تكن لهم الكثير من الاعتبار.
كرد إيران لا تتحسّن أوضاعهم
وأضاف أن الكرد الإيرانيين "يعملون كثيراً لكنهم لا يتمكنون من تحسين أوضاعهم". ويرى أنه بدلاً من توزيع إعانات بالكاد تكفي لشراء "بعض المواد الأساسية ودفع بعض الفواتير" والتي جعلت الناس "أكثر كسلاً، على الدولة والنواب أن يعملوا بشكل إضافي في سبيل تأمين وظائف".
ورغم هذه الصورة القاتمة، أبدى يدالله تفاؤلاً قائلاً "لدي أمل وأنا متأكد أن النواب الجدد سيحملون التغيير".
مسألة ثقة
على بعد أمتار من محل يدالله، تنظر فاطمة حجتي ربة المنزل البالغة من العمر 40 عاماً برفقة صديقتها باستغراب إلى وجود صحافيي فرانس برس غير المعتاد في هذا الحي.
لكنها تردّ بتهذيب على الأسئلة قائلة "الآن وبعد رفع العقوبات، قد يولي السياسيون اهتماماً أكبر بالناس، في المقابل، قد تزيد ثقة الناس في الانتخابات".
انتخابات الجمعة هي الأولى منذ رفع معظم العقوبات عن إيران في منتصف كانون الثاني/يناير بموجب الاتفاق الموقّع مع القوى الكبرى في تموز/يوليو 2015 حول الملف النووي الإيراني.
الأسعار والوظائف
وترى فاطمة أن هذه الثقة المتبادلة حتمية "لأن الأسعار ارتفعت وكذلك معدل البطالة".وقالت "أطلب من النواب خلق وظائف للشباب العاطلين عن العمل الذين ازداد عددهم عن السابق. وأصبح الكثير من الشبان بائعين جوالين، وهذا قاسٍ بالنسبة إليهم. هذا أمرٌ مخزٍ!".
معدل البطالة يبلغ حوالى 10% في إيران، لكنه يطال 25% من الشباب الذين يشكلون غالبيةً في هذا البلد الذي تعداده 79 مليون نسمة.
ويقول قاسم أكبري (29 عاماً) وهو متزوج وأب لطفل أنه لن يذهب للتصويت. ويضيف "لم أصوت أبداً لأنني أعتقد أن هذا لا يأتي بنتيجة".
لكنه يقرُّ بأنه "هناك الكثير من المشاكل" في إيران "وأكبرها البطالة". ويضيف "أعتقد أن الذين يدخلون إلى مجلس الشورى يفكّرون في أنفسهم أكثر مما يفكرون بالشعب".