يتوجه الإيرانيون، الجمعة 26 فبراير/شباط 2016، إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلسي الشورى والخبراء، في انتخابات هي الأولى منذ الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، ويأمل الرئيس الإيراني حسن روحاني من خلالها في تعزيز سلطته أمام المحافظين.
ودُعي حوالي 55 مليون ناخب للاختيار بين أكثر من 6000 مرشح، بينهم 586 امرأة، أعضاء مجلس الشورى الـ290، ومن بين 161 مرشحاً، أعضاء مجلس الخبراء الـ88. ويضم مجلس الخبراء رجال دين مكلفين خصوصاً بتعيين المرشد الأعلى للجمهورية. ويهيمن المحافظون على المجلسين.
وقاطع الإصلاحيون بشكل كبير الانتخابات التشريعية السابقة عام 2012 احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد في عام 2009، معتبرين أن العملية شابها تزوير.
وندد الزعيمان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي آنذاك بإعادة انتخاب أحمدي نجاد التي تلتها تظاهرات كبرى قمعتها قوات الأمن بالقوة. ووضع الزعيمان قيد الإقامة الجبرية منذ 2011.
الإصلاحيون ومعركة الجمعة
يشارك الإصلاحيون هذه السنة في المعركة في كل أنحاء البلاد. ومن أجل تعزيز فرصهم، قدموا لوائح مشتركة مع المعتدلين – الذين قد يكونون محافظين – في عمليتي الاقتراع.
واستبعد مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الانتخابات ويهمين عليه المحافظون أيضاً، أبرز شخصيات من تيار الإصلاحيين الذي اضطر لخوض المعركة بمرشحين غير معروفين كثيراً.
خامنئي يدعو لهزيمة الغرب
الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قال، الأربعاء، إنه على ثقة بأن الانتخابات التي ستجري يوم الجمعة المقبل ستسفر عن برلمان على استعداد للوقوف في وجه تدخل القوى الأجنبية ومن بينها الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الانتخابات بعد 6 أسابيع على رفع معظم العقوبات الدولية عن طهران بموجب اتفاق 14 تموز/يوليو 2015 بين إيران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني.
وتم الاتفاق التاريخي بعد سنتين من المفاوضات الشاقة، ويفترض أن يتيح لإيران الخروج من عزلتها وإنعاش اقتصاد ضعف جراء حوالى 10 سنوات من العقوبات.
توقعات كبرى
ويراهن روحاني الذي انتخب في 2013 على هذا الإنجاز الكبير لكي يقلب موازين القوى لصالح الإصلاحيين والمعتدلين خصوصاً في مجلس الشورى. ومن شأن ذلك أن يساعده، خصوصاً مع الاستثمارات الأجنبية المنتظرة في البلاد، على إرساء سياسة إصلاحات اقتصادية واجتماعية قبل انتهاء ولايته الاولى في عام 2017.
والتوقعات كبيرة جداً في صفوف الطبقات الشعبية التي لديها قدرات شرائية ضعيفة وتسجل أعلى معدلات البطالة.
وتقول فاطمة حجتي، ربة المنزل البالغة من العمر 40 عاماً، في أحد إحياء جنوب طهران الفقيرة "ارتفعت الأسعار كثيراً وتراجعت الوظائف".
وأضافت "أطلب من النواب خلق وظائف للشباب العاطلين عن العمل الذين ازداد عددهم عن السابق. وأصبح الكثير من الشبان بائعين جوالين، وهذا صعب بالنسبة اليهم. هذا أمر معيب!".
ويبلغ معدل البطالة حوالي 10% في إيران، لكنه يطال 25% من الشباب الذين يشكلون غالبية في هذا البلد الذي يعد 79 مليون نسمة.
وسمح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بإبرام الاتفاق النووي، لكنه يبقى شديد الارتياب حيال القوى الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة، ويحذر على الدوام من "تسللها" السياسي والاقتصادي والثقافي الى إيران.
الموت لأميركا
ودعا المحافظون وقادتهم الى التصويت للمرشحين المؤيدين لشعار "الموت لأميركا" الذي ردّده مجدداً، الثلاثاء، مئات المؤيدين للمحافظين خلال تجمع انتخابي للمرشح غلام علي حداد عادل في أحد مساجد طهران.
وقال حداد عادل: "دعمنا المفاوضات النووية، لكننا لا نثق بالولايات المتحدة التي فرضت عقوبات جديدة ودفعت في اتجاه خفض أسعار النفط لكي لا تحقق إيران مدخولاً مالياً".
في المقابل، دعا الرئيسان السابقان محمد خاتمي (إصلاحي) وأكبر هاشمي رفسنجاني (معتدل) الناخبين الى التصويت بكثافة للمرشحين المؤيدين لروحاني وقطع الطريق على "المتشددين".
محاربة الإصلاحيين
ورفسنجاني وروحاني مرشحان لعضوية مجلس الخبراء، ويأملان في هزم الشخصيات المحافظة المتشددة بينهم رئيس المجلس آية الله محمد يزدي. وإذا تحقق ذلك، فسيشكل انتصاراً كبيراً.
بالإضافة الى استبعاد المرشحين الإصلاحيين البارزين عن الانتخابات، رفض مجلس صيانة الدستور أيضاً ترشيح المقرب من الإصلاحيين حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني، الى مجلس الخبراء.
واعتبر مجلس صيانة الدستور أن حسن الخميني ليس لديه الإلمام الكافي بشؤون الفقه لترشيح نفسه للانتخابات.