دخل منذ الأربعاء 17 فبراير/شباط 2016 الجنرال الجزائري المتقاعد والمسجون حسين بن حديد إضراباً عن الطعام والدواء، وذلك للضغط على السلطات لنقله إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج.
وقال مصطفى بوشاشي محامي الجنرال في تصريح لـ"عربي بوست" إن قرار الإضراب عن الطعام والدواء، جاء بعد رفض طلب كان الدفاع قد سلمه للهيئات القضائية، يؤكد فيه بأن وضع المعني الصحي تطلب نقله إلى المستشفى. وأضاف أن وضعه الصحي "ليس على ما يُرام وسيزداد سوءاً مع دخوله في هذا الإضراب".
وتعود وقائع اعتقال بن حديد إلى 30 سبتمبر/أيلول 2015 لما كان عائداً إلى بيته بقلب العاصمة، حيث باغتته سيارة للشرطة وتم اقتياده حينها إلى كتيبة الدرك الوطني بالشراقة شرق العاصمة، بعد أيام قليلة على إطلاقه تصريحات غير مسبوقة بحق شقيق الرئيس بوتفليقة، اتهمه فيها بـ"التخطيط لتولي منصب الرئيس مكان أخيه".
وفي اليومين الأولين من اعتقال بن حديد، كانت كل الأمور غامضة حول الأسباب الحقيقية وراء العملية، إلى أن نشط وزير العدل حافظ الأختام الجزائري الطيب لوح لقاء إعلامياً بولاية سطيف، 300 كلم شرق العاصمة بتاريخ 03 أكتوبر/تشرين الأول 2015 تحدث فيه عن "تسريبات لأسرار الدولة".
ويعد الجنرال حسين بن حديد أحد العسكريين البارزين في الجزائر، والذين كان لهم دور كبير خلال الحرب الأهلية فترة التسعينيات، أو ما يعرف في البلد بالعشرية السوداء، حيث قاد شخصياً عدة عمليات ضد المسلحين في تلك الفترة.
عدم نقله إلى المستشفى
الجنرال بن حديد طلب نقله إلى المستشفى منذ 3 أشهر من أجل إجراء فحوصات طبية مستعجلة، قبل أن يقوم المحامون الذين يرافعون على قضيته بطلب موثق إلى الهيئات القضائية.
ومباشرة بعد أن أعلن إضرابه عن الطعام، قام بن حديد بإرجاع كل الأدوية التي يتناولها عادة إلى حراس السجن، طالباً منهم عدم إحضارها مرة أخرى.
لم يكن يريد التشويش على الدستور
محامية أخرى للجنرال حسين بن حديد، وتدعى بشير مشري صرحت الأربعاء 17 فبراير/شباط لجريدة "الخبر" الجزائرية، أنه كان قرر القيام بإضراب عن الطعام والدواء قبل مدة، إلا أن تصادفه مع التحضير لتعديل الدستور أرغمه على التأجيل.
وأضافت أن بن حديد أجل الإضراب "حتى لا يفهم الساسة أنه مسعى للتشويش على عملية الترويج والتصديق عن المشروع التمهيدي لتعديل الدستور"، مشيرة إلى أنه بعد تمرير الدستور "لن يتراجع ولا يقبل أن يناقشه أحدٌ حتى يتم تنفيذ مطالبه".
"محاكمة شكلية"
يعتبر الإعلامي والمحلل السياسي المقيم ببريطانيا، السعيد بن سديرة في حديث لـ"عربي بوست"، أن موقف الجنرال بالدخول في إضراب عن تناول الطعام والدواء إجراء "وراءه رسائل واضحة".
فالرجل حسب بن سديرة، فهم بأن "محاكمته شكلية والحكم جاهز سلفاً، لذا أراد لفت انتباه الرأي العام الداخلي والخارجي، وخاصة منظمات حقوق الإنسان لأنه سيدفع الثمن قاسياً نتيجة مواقفه السياسية المحسوبة على طرف ضد طرف داخل النظام".
ويرى بن سديرة بأن قرار دخول الجنرال في إضراب عن المأكل والدواء، "سيؤثر على مجريات المحاكمة، حيث سيتم تأجيل جلساتها حتى يتم التفاوض معه على نقاط معينة قد تكون في صفه هذه المرة".