لم يعد المتجول أو قائد السيارة يخشى من أن تقع عيناه على رسومات أو كلمات سيئة على جدران الكويت، خاصة أن تلك ظاهرة منتشرة بشكل كبير على جدران المدارس والمحطات الكهربائية، إذ قامت مجموعة من الشباب الكويتيين بمبادرة للقضاء على التشوّهات على جدران هذه المدينة.
المبادرة التي أطلقها مجموعة من الشباب الكويتيين بمشاركة عدد من الأطفال تقوم على تحويل كل تلك الكتابات غير المستساغة والرسومات الخادشة للحياء إلى رسومات فنية تملأ شوارع الكويت.
الفنان التشكيلي عادل المشعل رحّب بالمبادرة وقال لـ"عربي بوست" إن "هذه المبادرات تعيد الروح للذوق الفني وترتقي بميول الناس الفنية، وعلينا جميعاً أن نقدم الدعم لهؤلاء الشباب ونشجعهم على الاستمرار في عملهم؛ لأن ذلك ينعكس في النهاية على درجة تحضر المجتمع ورقيّه".
وبيّن المشعل أن "كل الدول المتقدمة تولي اهتماماً كبيراً لفن الشارع الغرافيتي، خاصة أن هذه اللوحات لا تكلف الكثير مادياً، وفي المقابل يكون لها أعظم الأثر من الناحية الجمالية".
نهار سعيد
سعد العازمي، مواطن كويتي يقع بيته في مواجهة أحد محولات الكهرباء الصغيرة، كان على استعداد لتغيير منطقة سكنه بسبب ما كان يشاهده من مناظر سيئة على جدران ذلك المحول، لكنه اليوم يبدأ يومه بسعادة.
ويقول العازمي لـ"عربي بوست" إن "معاناتي كانت كبيرة؛ فكثيراً ما أشاهد رسومات خادشة للحياء وأحرص ألا يراها أطفالي، الحكومة كانت تحرص على طلائه، ولكن ما إن تنتهي حتى يقوم مجهولون بتشويهه".
الوضع اختلف بالنسبة للعازمي الذي يبدأ يومه أمام لوحات فنية راقية، "يصعب على أحد تشويهها، بعكس الطلاء العادي الذي كان يغري العابثين"، على حدّ قوله.
من جانبه طالب الرسام عدنان الصالح، في تصريح لـ"عربي بوست"، بإدراج فن الغرافيتي ضمن المناهج الدراسية، وتشجيع القائمين عليه من أجل تطويره والمساعدة على نشره.
وأشار إلى أن "الأطفال يستحقون المزيد من الثقة وإعطاء الفرص وتهيئة الجو المناسب"، معتبراً أن "التربية الفنية جزء مهم وأصيل في عملية تربية وتنشئة الأطفال".
عمر العريمان، أحد المشاركين في هذه المبادرة، قال بحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا): "الأطفال يمتكلون طاقات غير مستغلة، فبدلاً من تفريغها في تشويه الممتلكات العامة تمت الاستفادة منها من خلال إشراكهم في تجميلها عبر الرسم على الجدران، فتوقفت خربشاتهم وأصبحوا ينتظرون باهتمام إتمام اللوحة".