84 يوماً من الإضراب عن الطعام، وقلبه على وشك التوقف، هو حال الصحفي الفلسطيني "محمد القيق" المعتقل دون تهمة، حيث ترفض إسرائيل الإفراج عنه، وتصر على احتجازه في مستشفى تابع لها رغم تدهور حالته الصحية.
المحكمة العليا الإسرائيلية، رفضت الثلاثاء 16 فبراير/ شباط 2016، نقل "القيق" من المستشفى الإسرائيلي إلى مستشفى فلسطيني في رام الله في الضفة الغربية.
وقال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولس في بيان "رفضت المحكمة نقل الأسير محمد القيق إلى مستشفيات رام الله، وترفض استقبال أي مقترح جديد وستبقيه في مستشفى العفولة".
وكانت المحكمة التأمت الثلاثاء للبت في مصير محمد القيق المضرب عن الطعام احتجاجاً على احتجازه، بعد أن طلب محاموه نقله إلى مستشفى في الضفة الغربية.
تعنت إسرائيلي
ويتوافق قرارها بالرفض مع موقف الأمن الإسرائيلي الذي يصر على إبقاء القيق ضمن مستشفيات تحت سيادة إسرائيلية.
وكررت النيابة العامة خلال جلسات المحاكمة السابقة أن القيق يشكل خطراً على أمن إسرائيل.
ويعمل محمد القيق (33 عاماً) مراسلاً لقناة "المجد" السعودية، وألقي القبض عليه في 21 نوفمبر/تشرين الثاني "لشكوك ملموسة وصلبة على أنشطة له داخل حركة حماس"، بحسب جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك).
وبدأ القيق في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني إضراباً مفتوحاً عن الطعام للتنديد "بالتعذيب والمعاملة السيئة" في السجن. وتدهور وضعه الصحي كثيراً خلال الأسابيع الماضية.
وقررت المحكمة الإسرائيلية العليا في الرابع من فبراير/شباط تعليق اعتقال القيق الإداري بشروط منها تحديد مكان علاجه. فيما يرفض هو فك إضرابه عن الطعام قبل الإفراج عنه أو إعطائه حرية اختيار مكان علاجه.
وضعه الصحي سيء
وكان عضو الكنيست سابقاً "عفو أغبارية" قال في وقت سابق اليوم إن وضع القيق "سيء، لكنه حتى الآن يتنفس بقواه الذاتية وليس في غيبوبة تامة".
وأضاف أغبارية، وهو طبيب جراح، "إنني أتابع وضع محمد القيق منذ بداية الشهر وأزوره يومياً أو كل يومين".
وأوضح أن "المشكلة في حالته أنه يعاني من اضطراب في دقات القلب نتيجة عدم توازن الأملاح كالكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم. والتشنجات التي تصيب عضلاته هي نتيجة نقص الأملاح، وبالتالي فإن عضلة القلب تتأثر وقد تتوقف عن العمل خلال ثوان".
وأكد أغبارية أن القيق لا يتناول سوى الماء، مشيراً إلى أنه "يصاب بغيبوبة جزئية. يكون يتكلم معنا، وفجأة يتوقف عن الكلام ويصمت ولا يعود يتواصل".
إلا أنه قال إن "وضعه مفاجأة للطب. أن يعيش الإنسان بعد 70 يوماً من الإضراب عن الطعام، ويبقى يتنفس بقواه الذاتية وليس بغيبوبة تامة، لم يُدرّس بكتب الطب".
وقال أغبارية أن القيق يقول "إما الشهادة أو الحرية، وإذا كان لدى الأمن الإسرائيلي شيء ضدي، فليقدموني إلى المحاكمة".
وفي شريط فيديو يتم تداوله على الإنترنت، ظهر القيق وهو يصرخ من الألم ويتقلب ويصرخ "يا ربي". وقد بدا هزيلاً جداً. وكان مقيداً بيده وقدمه في سرير المستشفى.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يناير/كانون الثاني من أن القيق في حالة صحية "حرجة" ويواجه خطر الموت.