ضياء بركات ورزان ويسر، أولئك الشبان الذين قتلوا على يد جارهم العام الماضي في منطقة شابيل هيل بالولايات المتحدة الأميركية، بعد مرور عام على هذه الحادثة تقوم اليوم أسرهم بتحويل منزل ضياء بركات إلى مركز لمكافحة "الإسلاموفوبيا".
ضياء بركات الذي كان يدرس طب الأسنان في جامعة "NC STAT"، كان والده قد اشترى له منزلاً يبعد 5 أميال عن مكان دراسته، لكن ضياء بقى يعيش في منزل والديه وقام بتأجير منزله وشجع زملاءه أطباء الأسنان والمجتمع على التبرع لدعم رحلة إغاثية يقوم بها هو وزملاؤه لعلاج أسنان اللاجئين السوريين في تركيا.
أما رزان فقد كانت طالبة في الهندسة المعمارية بجامعة ولاية نورث كارولينا، في حين كانت يسر في عامها الواحد والعشرين وقد انضمت إلى كلية طب الأسنان أيضاً، جميعهم قتلوا بعد أن اقتحم جارهم "كريغ هيكس" منزلهم وأطلق عليهم النار لكرهه للمسلمين.
استكمال المشوار
عائلتا الضحايا (عائلة بركات وأبوصالحة) أرادتا أن تكملا مشوار الخير الذي ابتدأه أبناؤهما، وأن توضّحا للعالم حقيقة الدين الإسلامي وتعاليمه، وأن تساعدا المجتمع الأميركي على التخلص من ظاهرة "الإسلاموفوبيا".
يأتي هذا وسط رغبة منهم في تطبيق مقولة مارتن لوثر كينغ: "الظلام لا يمكن أن يطرد الظلام. الضوء فقط يمكن أن يفعل ذلك. الكره لا يمكنه أن يطرد الكراهية. الحب فقط يمكن أن يفعل ذلك"، طبقاً لما صرح به شقيق ضياء.
اليوم تقوم العائلتان والمتطوعون من المجتمع المسلم في أميركا بجمع التبرعات لتكملة إنشاء هذا المركز، إذ سيتم تقسيم المبالغ التي يحصلون عليها إلى دعم برنامج علاج الأسنان للاجئين السوريين في تركيا، وإرسال التبرعات إلى الجمعية الطبية الأميركية السورية لعلاج الأسنان لتقوم بهذه المهمة.
كما سيتم أيضاً التبرع ببعض المبالغ إلى الإغاثة الإسلامية لمساعدة اللاجئين، وإلى جهود الخدمات التعليمية والاجتماعية.
وقد أطلق على المركز والمشروع اسم بيت النور (Lighthouse)؛ لأن الفقيد اسمه "ضياء" وهو النور باللغة العربية، ومن هنا استوحي هذا الاسم للمركز.
فارس بركات، شقيق ضياء بركات، يبين أهمية أن يقوم هذا المشروع بشرح الإسلام الحقيقي للمجتمع الأميركي للتخلص من الكراهية للمسلمين، ويكون ذلك من خلال أعمال الخير والجهود الخيرية ومشاريع خدمة المجتمع، وبيان أن عقيدة الإسلام تحث على العمل من أجل الصالح العام والمجتمع.
المركز سيقدم عدة مشاريع تصبّ في هذا الاتجاه ومنها برنامج لإيجاد فرص عمل ومشاريع صغيرة للطلبة في المدارس الثانوية.