شدّد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، على أن بلاده "لن تكون ولاية إيرانية"، مشدداً على عدم السماح لأحد بجر بيروت للعداء مع السعودية ودول الخليج العربي.
كلام الحريري، الذي وصل بيروت اليوم الأحد 14 فبراير/ شباط 2016، في زيارة مفاجئة، جاء خلال كلمة له باحتفالٍ حاشد بالذكرى 11 لاغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري بتفجيرٍ ضخم استهدف موكبه في بيروت في 14 شباط من العام 2005.
وشدّد أنه "لا أحد سيسطو على لبنان لا بالسلاح ولا بالتطرف"، مشيراً إلى أن "هناك من قرّر أن يقاتل في المكان الخاطئ وتحت شعارات خاطئة"، في إشارة لحزب الله الذي يقاتل بشكلٍ معلن منذ العام 2013 إلى جانب النظام السوري.
ودعا الحريري إلى "الاعتراض السياسي على إقحام لبنان بالصراعات العسكرية"، مناشداً أبناء الطائفة الشيعية "العمل على تفكيك الألغام التي تهدد العيش المشترك".
وانتقد "التهجم على السعودية ودول الخليج العربي التي لم تبادرنا يوماً بأي أذى"، مضيفاً "نحن عرب ولن نسمح لأحدٍ بجرّ لبنان إلى خانة العداء للسعودية وأشقائه العرب".
وشدد أنه "لن يكون لبنان تحت أي ظرف من الظروف ولاية إيرانية"، متابعاً "فخورون بأنه ليس لدينا أيُّ دور إقليمي فيما غيرنا يريد أن يغرق بدماء شعوب عربية ويرسل شباباً لبنانيين إلى الموت خارج الحدود(في إشارة لحزب الله)".
وأضاف الحريري أن "لبنان سيحكم في لبنان، ولن يحكم من دمشق أو طهران أو أي مكان آخر".
ودعا من أجل "التفرغ لحلّ مشاكل لبنان السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وإنهاء مشكلة الفراغ الرئاسي"، مضيفاً "لن نخشى وصول أي شريك بالوطن للسلطة، طالما يلتزم باتفاق الطائف والدستور ومصلحة اللبنانيين".
وفشل البرلمان اللبناني، الاثنين الماضي، وللمرة الـ35 على التوالي، بانتخاب رئيس جديد للبلاد، ما دفع رئيس المجلس نبيه بري، إلى تحديد 2 آذار/مارس المقبل موعداً جديداً لانعقاد الجلسة التي ستحمل الرقم 36.
ويسعى البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للبلاد، منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في 25 مايو/أيار 2014، إلا أن كل هذه المحاولات التي وصل عددها اليوم إلى 35 لم تحقق أهدافها، في ظلّ الخلافات بين مختلف القوى السياسية.
وأيّد الحريري المصالحة التي حصلت الشهر الماضي، بين حزب "القوات اللبنانية" والتيار الوطني الحر.
يذكر أن سمير جعجع، رئيس حزب "القوات اللبنانية"، أعلن في 18 كانون الثاني/يناير الماضي تبني ترشيح خصمه السياسي، رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون، رئيساً للبنان، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع عون من مقرّه في معراب شمالي بيروت، ليعلن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في نهاية الشهر نفسه، دعم حزبه ترشيح عون أيضاً للرئاسة.
ويعتبر تنازل "جعجع" عن ترشّحه للرئاسة لصالح "عون"، بمثابة طي صفحة الخلاف السياسي بين الرجلين في الساحة المسيحية، والذي شهد "حربي إلغاء"، شنها "عون" عامي 1989 و1990، حين كان قائدا للجيش، ورئيسا لحكومة عسكرية مؤقتة، ضد الميليشيات التي كان يقودها "جعجع".