على الرغم من مرور عام على بدء الحرب في اليمن والتي تشارك فيها عدد من الدول العربية وتقودها السعودية، إلا أن المجتمع السعودي ما زال متماسكاً ومتفهما لدور بلاده في الحرب ضد جماعة الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
تماسك المجتمع السعودي
الكاتب والباحث السياسي السعودي سلمان الأنصاري أوضح لـ"عربي بوست" أنه من خلال زياراته المتكررة للحدود الجنوبية في منطقة جازان اكتشف مدى تماسك المجتمع السعودي، وتفهمه الكبير لأهمية تحرير الأراضي اليمنية من الحوثيين.
وأضاف أن "الأجواء العامة في المنطقة الجنوبية هي أجواء طبيعية، والجميع يركز على المستوى العالي للأمن بشكل عام".
وأكد أن "السعودية أثبتت كفاءتها العسكرية الدفاعية من خلال التصدي للكثير من الصواريخ الباليستية حتى قبل أن تصل إلى الأجواء السعودية".
التأثير على الاقتصاد
"لا أحد مستفيد من هذه الحرب"، بهذه الجملة اختصر الدكتور في جامعة الملك فيصل الخبير الاقتصادي، محمد بن دليم القحطاني، مشاركة السعودية في الحرب اليمنية.
الخبير الاقتصادي يرى أن مشاركة السعودية في عاصفة الحزم، العملية العسكرية بمشاركة تحالف دولي مكون من 10 دول ضد جماعة "الحوثي" والقوات الموالية لهم وللرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، كان لها تأثيرها على الاقتصاد السعودي بشكل عام وعلى المنطقة الجنوبية في السعودية بشكل خاص.
"المشاركة كانت سبباً في استنزاف ميزانية الدولة التي كلفتها مليارات الريالات"، وتابع القحطاني لـ"عربي بوست" أن "هذه الحرب بلا شك انعكست على الوضع الاقتصادي على كلا الجانبين السعودي واليمني، ولا أحد مستفيد من هذه الحرب".
استثمارات معطلة وركود عقاري
وعلى الرغم من أن ميزانية السعودية – كما يقول القحطاني – أعلى من ميزانية العام الماضي "إلا أن هناك تقشفاً في نفقات الدولة للأشياء غير الضرورية، وهذه الأشياء جزء كبير منها يخدم البنية التحتية لـ5 سنوات قادمة، ومن الطبيعي أن تتأثر الشركات جراء ذلك، حيث إن الحرب تضيف أعباءً كبيرة".
عدد من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة توقفت عن العمل في المنطقة الجنوبية، ومن لا يزال قيد العمل فهو يعمل بشكل جزئي، "نعترف بأن الشركات الخاصة تضررت".
ويضيف القحطاني: "ولكن باستثناء تلك التي تعمل في مجال التموين والصحة، فإن الزراعية والصناعية تأثرت مع تأثر عناصر الإنتاج، الأمر الذي امتد على الفرد أيضاً بارتفاع أسعار السلع والركود في العقارات".
وأسهمت الحرب الدائرة في اليمن في زيادة الإنفاق العسكري والأمني للسعودية خلال 2015 إلى نحو 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار).
الحرب السعودية وتأثيرها على الأسرة
وعلى الرغم من أن العائلات السعودية القاطنة في المنطقة الحدودية الجنوبية تحرص على استمرار حياتها بشكل طبيعي إلا أن الحرب ألقت بظلالها على الأهالي هناك.
"صدمة نفسية عند سماع خبر مفجع" هو أكثر ما يتوارد على دكتور طب الأسرة بمستشفى الحرس الوطني الدكتور عبدالعزيز المشيطي، "فوقت الحرب الأسرة هي أكثر المتضررين".
وأضاف المشيطي: "تعاني أغلب الأسر هناك من اكتئاب أو خوف بسبب غياب ربّ الأسرة والتفكير الدائم في مصيره، بالإضافة إلى تأثير الحرب على الأطفال".
انعزالية وتراجع أداء الأطفال الدراسي هما أكثر العلامات اللتان ظهرتا على الأطفال – بحسب الدكتور المشيطي – فبُعد رب الأسرة عنها لفترات طويلة يؤثر سلباً على الجميع، خاصة أن ما يتعرض له الأب ليس بالأمر السهل مقارنة بما يتعرّض له على أرض المعركة وتعرّض زملائه لإصابات.