وقع أكثر من 4600 من الباحثين والأكاديميين حول العالم على رسالة مفتوحة احتجاجاً على مقتل باحث الدكتوراه الإيطالي جيليو ريجيني الذي وجدت جثته في إحدى ضواحي القاهرة الأسبوع الماضي، وقد ظهرت عليها آثار تعذيب.
الأكاديميون طالبوا أيضاً بالتحقيق في تزايد حالات الاختفاء القسري في مصر، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الاثنين 8 فبراير/شباط 2016. تضمن أيضاً نص الرسالة التي وقع عليها باحثون يمثلون أكثر من 90 دولة، ذو تخصصات أكاديمية مختلفة.
ومن المتوقع أن تشكل الرسالة ضغطاً على السلطات المصرية والإيطالية للكشف عن ملابسات مقتل ريجيني، حسب ما جاء في "الغارديان".
تعذيب ريجيني نموذج لحالات مشابهة
الرسالة ذكرت أن المؤسسات المصرية تمارس نفس أنواع التعذيب التي تعرض لها ريجيني بشكل روتيني مع مئات من المواطنين المصريين كل عام، وفقاً لمنظمات حقوق الإنسان.
ودعت إلى التحقيق المستقل في مقتل ريجيني وكذلك في جميع حالات الاختفاء القسري والتعذيب والوفاة في أماكن الاحتجاز في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2016، حتى يمكن معاقبة المسؤولين عن تلك الجرائم.
وزير الداخلية : لا نقبل الاتهامات بالتورط في تعذيب الطالب الإيطالي وقتله ، وجهازنا الأمني معروف بالشفافية#مصر#جوليو_ريجيني
— جمال سلطان (@GamalSultan1) فبراير 9, 2016
الرسالة وقع عليها المئات من أساتذة الجامعات بينهم تشارلز باترورث أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة ميريلاند الأميركية، وسير تيموثي جورز أستاذ الرياضيات بجامعة كامبريدج البريطانية. وبدأ كتابتها ونشرها زملاء ريجيني في جامعة كامبريدج، ثم انتشرت بين مئات الأكاديميين.
مراسل باسم مستعار
صحيفة "إل مانيفيستو" الإيطالية كشفت عن أن طالب الدكتوراه الإيطالي كان يعمل معها كمراسل صحفي باسم مستعار، ونشرت له الجمعة 5 فبراير/شباط 2016 آخر مقال أرسله للصحيفة وطلب نشره كالمعتاد بـ"اسم مستعار" نظراً لحساسية الموضوع الذي يتناوله وهو الحريات النقابية.
الباحث الإيطالي الذي كان يدرس الاحتجاجات العمالية والاتحادات العمالية المستقلة، كان قد اختفى يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، ثم وجدت جثته بعد 9 أيام ملقاة على جانب الطريق، ووجدت عليها آثار حروق وجروح وعدة طعنات.
وقال وزير الداخلية الإيطالي، أنجلينو ألفانو، إن رجيني تعرض لعنف وحشي غير إنساني.
اتهمت صحيفة لا ستامبا الايطاليا الشرطة المصريه بتعذيب وقتل الطالب تحت عنوان الشرطة المصريه تقتل جوليو ريجيني pic.twitter.com/gK2oevRglf
— عمرو عبد الهادي (@amrelhady4000) فبراير 6, 2016
فيما صرح وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، أخيراً، بأن السلطات المصرية بدت متعاونة مع فريق المحققين الإيطاليين الذين أُرسلوا إلى القاهرة، ولكنه شدد على أن روما ستصر على تنفيذ العدالة، ولن تكتفي بأنصاف الحقائق، بل ستطالب بتحديد الجناة ومعاقبتهم وفقاً للقانون.
وبينما أشار الإعلام الإيطالي بأصابع الاتهام إلى قوات الأمن المصرية في مقتل ريجيني، وصف وزير الداخلية المصري، مجدي عبدالغفار، الاتهامات الموجهة للسلطات المصرية بأنها غير مقبولة تماماً.
جنرالات ايطاليا في مصر للتحقيق في مقتل الطالب الايطالي.
سمعني سلام السيادة الوطنية
أو نشيد مصر هتبقى أد الدنيا. https://t.co/L7VHGLc8Xp— د. حمزة زوبع (@drzawba) فبراير 7, 2016
وقال عبدالغفار: "ليست هذه سياسة الشرطة المصرية، لم يتم اتهام الأمن المصري بمثل هذا الاتهام من قبل".
وتزايدت حالات الاختفاء القسري في مصر بشدة خلال العام الماضي، وتقوم جماعات حقوق الإنسان بالإبلاغ عن اختفاء 3 أشخاص في المتوسط يومياً، وفقاً لما قاله محمد المسيري، الباحث في منظمة العفو الدولية.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.