أثارت تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال افتتاحه عدداً من المشاريع العقارية والرياضية في مدينة 6 أكتوبر السبت 6 فبراير/شباط 2016 والتي أشار فيها إلى ضرورة رفع أسعار وحدات الإسكان الاجتماعي، ونوَّه إلى احتمالات رفع أسعار تعريفة المياه نظراً للتكلفة المرتفعة لمحطات المياه، سخط شرائح متنوعة من الشعب المصري، خاصة من الشباب الذين رأوا في هذه التصريحات تمهيداً لمزيد من الأعباء عليهم.
واعتبر عدد من الشباب الذين تم استطلاع آرائهم بشأن هذه التصريحات، أنها صادمة ويمكن أن تتسبب في زيادة الغضب والنقمة لدى الشباب من سوء أوضاع البلاد.
وقال الدكتور صلاح الجندي، الخبير الاقتصادي، إن احتمالية زيادة أسعار الوحدات السكنية على الشباب، لا بد أن تتم بدراسة كافية ومقنعة فى نفس الوقت، قائلا: "الشباب مش ناقص".
موجة غضب!
وأوضح لـ"عربي بوست" أن "هذا الموضوع فى حال تطبيقه ستكون عواقبه سيئة، وقد تحدث موجة غضب لدى الشباب، مضيفًا أن الحالة الاقتصادية متخبطة، وأن رواتب الشباب ضعيفة".
وأكد الجندي أن أي قرار فيما يخص ارتفاع الأسعار لا بد أن تتم دراسته بشكل عميق، لأن الشباب في حالة يرثي لها، ولا بد من مراجعة زيادة أسعار الوحدات السكنية بصورة دقيقة ومتماشية مع أحوال الشباب الاجتماعية.
فيما ألقت الدكتورة يُمن الحماقي، الخبيرة الاقتصادية، بالمسؤولية على الشباب قائلة "الحل يكمن في رفع إنتاجية الشباب، لزيادة الرواتب وبالتالي سهولة حصولهم على الوحدات السكنية أي كانت أسعارها، خاصة أن الشباب في مصر إنتاجهم ضئيل جداً، في حين أن المصري في الخارج ناجح جداً، فلا بد من تطبيق ذلك هنا في وطننا".
أما الناشط السياسي، عصام الشريف، منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي، فيرى أن تلويح السيسي برفع سعر الوحدات السكنية يخصم من رصيده الشعبي، نظراً لتردي الحالة الاقتصادية.
وأضاف الشريف، أن حالة البطالة لدى قطاع كبير من الشباب يؤثر بالسلب على مستقبلهم، موضحاً أنهم غير قادرين على توفير السعر الحالي، فكيف لهم أن يوفروا السعر الجديد؟
وأشار إلى أن هذا التصريح صادم لقطاعات كبيرة من المجتمع، ولا بد من إعادة النظر فيه قبل إحداث كارثة لدي الشباب.
فيما قالت الناشطة السياسية، إيناس فؤاد علام، إن مجرد الحديث عن زيادة الأسعار، سيكون بمثابة مسمار فى "نعش النظام الحالي"، موضحة أن المواطنين لديهم ما يكفي من المشاكل.
بطالة ورفع أسعار؟!
وتساءلت علام، كيف يتم رفع الأسعار في ظل البطالة التي يعيشها الشباب، قائلة: "هو في شغل علشان يرفعوا الأسعار.. يعني ولا شغل ولا جواز"، لافتة إلى أن الشعب بداخله غضب كبير مما يحدث بداية من غلاء أسعار السلع الغذائية وحتى مساكن الشباب.
وأوضحت علام، أن الشباب أصبحوا في حالة إحباط تامة في ظل ما يحدث في عهد السيسي، قائلة: إن الرئيس لم يستطع الوفاء بوعوده حتى الآن، بل يُحمِّل الشباب معظم المشاكل الحالية.
وكان الرئيس السيسي قد قال خلال احتفالية تسليم المشاريع بمدينة السادس من أكتوبر موجها كلامه للمصريين "وأنت بتفتح حنفية المية لازم تعرف المية هتتكلف كام، متقولش المية أو الكهربا غالية عليا.. من المهم تعريف كل المصريين ماذا يحدث في البلاد". مضيفا "المشكلة إن مفيش فرصة حقيقية نشرح بالأرقام للناس".
وسأل السيسي، وزير الإسكان: كم تتكلف تنقية 34.5 مليون متر مياه يوميا؟
من جانبه أوضح الوزير أن تكلفة المتر حوالي 150 قرشا، ويأخذه المواطن في الشريحة الأقل بـ23 قرشا، ليعلق السيسي منفعلا "يبقى لازم المصري يعرف إنه عشان نطلع المية توصل لحضرتك، بنتكلف 40 مليون جنيه في اليوم".
وقاطع السيسي كلمة وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولي، قائلاً: "بعد إذن الوزير، أنا لما سألت وزير الإسكان العام الماضي عن سعر الوحدات السكنية المتوسطة، قالي سعر قليل وأنا قولتله يرفع السعر، فقالي إنه خايف الإعلام يهاجمه".
وتابع السيسي كلامه بأنه طمأن وزير الإسكان وقال له: "أنا موجود وسوف أدافع عنك، وأضاف السيسي بأنه هو من قال للوزير أن يرفع سعر الوحدات السكنية وذلك للاستفادة من هذه المبالغ في دعم الإسكان المحدود".