أعلن الفاتيكان، الجمعة 5 فبراير/شباط 2016، أن البابا فرانسيس سيعقد أول لقاء له مع بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل في 12 شباط/فبراير في مطار هافانا خلال الزيارة التي ستقود البابا إلى المكسيك.
الفاتيكان قال إنه "سيكون اللقاء التاريخي الأول" بين بابا الكاثوليك وبطريرك الأرثوذكس منذ الانقسام الكبير في الكنيسة في عام 1054.
وسيعقد الاجتماع يوم الجمعة المقبل وسيكون الأول من نوعه في التاريخ بين بابا الكاثوليك وبطريرك الأرثوذكس الروس وسيمثل خطوة مهمة للغاية نحو رأب صدع موجود منذ ألف عام بين الكنيستين الشرقية والغربية.
وقالت الكنيسة الأرثوذكسية إن الاجتماع سيعقد بسبب الحاجة لرد فعل مشترك على اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط.
رجل الدين الأرثوذكسي متروبوليتان هيلاريون قال إن الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بين الكنيستين لا تزال موجودة لكن هذه الخلافات ستنحى جانباً لأن البطريرك والبابا يمكن أن يتوحدا بشأن مسألة اضطهاد المسيحيين. وستكون هذه المسألة محور جدول أعمال اجتماعهما في العاصمة الكوبية هافانا.
وسيعقد هذا اللقاء على هامش زيارة إلى أميركا اللاتينية للبطريرك الذي يبلغ عدد اتباع كنيسته 130 مليون شخص، وخلال زيارة إلى المكسيك يقوم بها البابا فرنسيس الذي يرأس 1,2 مليار كاثوليكي.
وسيبدأ الاجتماع بلقاء يستمر ساعتين و"سيختتم بالتوقيع على إعلان مشترك".
وكان موضوع عقد لقاء بين البطريرك والبابا في إحدى المدن قيد الدرس منذ سنوات، على أن يعقد في أوروبا.
وقد جعل البابا فرنسيس من المسكونية – التقارب بين الطوائف المسيحية- أولوية، مشددا على أن المسيحيين يناضلون سوية في الشرق الأوسط ضد الحركات الإسلامية الجهادية.
وقبل 10 أيام، قام البابا فرنسيس أيضا بخطوة غير متوقعة في اتجاه البروتستانت، بالإعلان عن مشاركته في احتفال في 31 أكتوبر/تشرين الأول في السويد، لإطلاق احتفالات الذكرى 500 للإصلاح الذي قام به مارتن لوثر.
الانشقاق بين الكنائس الغربية والشرقية له جذور كثيرة. نشأت تدريجيا على مر قرون من الزمان، حيث استخدمت الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية) اللغة اليونانية. بينما استخدمت الإمبراطورية الرومانية الغربية اللغة اللاتينية.
وبعد 1261م، حدثت محاولتين للوحدة بين الشرق والغرب قبل سقوط الإمبراطورية البيزنطية، ولكنهما لم يكتب لهما النجاح وتمت المحاولتين تحت ضغط من الإمبراطور البيزنطي لكي يحصل على معونة عسكرية من الغرب اللاتيني ليؤمن حدود الإمبراطورية من الدولة العثمانية.