طريق للنجاح !

دون برنامج مسطر متنوع متكامل لما هو جسدي روحي ونفسي وأخلاقي لا يمكن أن يحلم الإنسان بتنظيم حياته بل سيكون معرضا للتيه وستكون حياته نوعا من الفوضى والعبثية أو كما سماها رجل قديما: أن تكون كحمار الرحى يعود إلى المكان الذي بدأ منه.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/04 الساعة 03:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/04 الساعة 03:44 بتوقيت غرينتش

يعاني كثير من أجيال اليوم عربية كانت أو غربية كأجيال أخرى سبقتها، مشاكل تناسب وقتها ومعطيات محيطها، والفراغ الرهيب في الحياة، والحيرة والقلق، وكثيرًا من الملل والإرهاق والكبد، بأسباب أو دونها.

وتسجل في هذا الباب انتحارات، فتجد الكثيرين مع هذا التطور التقني، يهربون من الواقع ومن مشاكله إلى شبكة الإنترنت للبحث عن فضاء آخر طلبًا لسراب ووهم، سرعان ما يتبدد وغالبًا ما يكون هذا الاختيار ناتجًا عن أسباب اجتماعية لفشل مؤقت في إحدى التجارب الحياتية والمشاكل اليومية العادية، أو بحثا عن صداقات في سن معينة للاستئناس والبوح عندما تغيب الأسرة، ويندثر التواصل الداخلي في البيت والإنصات والاحتضان الروحي والقلبي والنفسي، أو لدى كثير من الفتيات بحثا عن الزواج وفارس الأحلام، أو سياسية في الدول التي ما زالت تعيش على واقع ديكتاتوري والتي تحبس طاقات شبابها، فيجدون المتنفس في النشر والانطلاق عبر الشبكة العنكبوتية، أو لأسباب مادية لمن يجعلون من النت مصدرا لرزقهم، أو لأسباب نفسية مع توفر المال والإمكانات لكن يغيب "المعنى" أو أو أو.. واقع "اليأس" موجود تعددت أسبابه، فما السبيل إلى الارتقاء؟

إلى أولئك الفاشلين واليائسين أتحدث لأقول:

الفشل بدايتك للنجاح والاستفادة:

أن تجعل سقطتك بداية، فكم من الناجحين والنوابغ كان الخطأ الحلقة المفقودة في حياتهم ليضع أرجلهم على السكة، وما أكثر الرواد الذين لم يتابعوا الدراسة لكنهم أبدعوا في مجالات كثيرة، وصاروا أحاديث الناس بإنجازاتهم وخدمتهم للبشرية، فلا تدع الفشل أو اليأس يسيطر عليك.

تختلف الهفوات من شخص لآخر، المهم أنك لا تتعمد أن تفعل ذلك ويقع منك ما لا تنتبه له، وأن تملأ قلبك بالخير وبالأفكار الإيجابية، وتحاول من جديد، وإذا أخطأت في حق شخص فالاعتذار والاستغفار والانكسار هي أحسن الحلول.

"ما دام في العمر فسحة فهي فرصة لنشدان الكمال الذي كتبه الله على كثير من خلقه" كلمة جميلة لطالما رددها أحد أساتذتي أطال الله في عمره.
وأضيف ما دام في متنفس فعلي أن أحاول حتى أنجح.

الاعتراف بداية التصحيح:

لن أتحدث عن الأعراض كثيرا فقد سبقني غيري في التحليل والتفصيل إغراقا في المشكل على بساطته وخطورته في الآن ذاته دون التعرض لحلول عملية واقعية وإجرائية.

والبداية لا بد من حالة اعتراف بينك وبين نفسك أي مصارحة واضحة وتحليل وتقدير دقيق لما تعيشه وإدراك لواقع المشكلة وإلا فالكلام في المقدمة التي سبقت لا تعني لك شيئا فمن ليس له حرقة على نفسه وحياته ومستقبله وقلبه بارد جامد لا كلام معه لأن الضرب على حديد بارد لا يجدي.

الاستعداد للتغيير:

لابد أن يكون لديك استعداد تام للتغيير، بعد حالة الصدق التي عشت مع نفسك، بعد أن غصت فيها وتحدثت إليها بنوع من المكاشفة، وهذا ينسحب على بقية المشاكل والعقبات، التي تعترض حياتك، وإلا فأنت تعيش وهما، بأنك لا تحتاج إلى أي شيء، مرتاحًا قاعدًا طاعمًا كاسيًا، لا همَّ لك ولا هدف ولا معنى، ولا تحدث نفسك لا بالتحسن أو الأفضلية أو التميز، أو أن تعيش على الأقل حياة عادية كإنسان وسط مجتمعه دون أمراض ومشاكل أو أنك في الحضيض!

اجعل نفسك في مجموعة عمل:

لا يخفى على أحد دور العمل المجموعاتي أو دور الفريق في بعث الهمة وإيقاظ الأفكار، وهنا يأتي دور الجمعيات والمبادرات التي تحمل قيمة إنسانية وخدمة للمجتمع الذي تعيش فيه، فاشغل نفسك معهم، وواظب على تعلم مهارات جديدة، ورسم خطط عمل للتغيير الإيجابي، والتأثير في محيطك سواء بيئيا أو علميا أو تربويا..
ودون صحبة أو مجموعة أنت وحدك ضعيف سرعان ما تتراجع إن لم تجد في الحق معينا.

ضع برنامج:

دون برنامج مسطر متنوع متكامل لما هو جسدي روحي ونفسي وأخلاقي لا يمكن أن يحلم الإنسان بتنظيم حياته بل سيكون معرضا للتيه وستكون حياته نوعا من الفوضى والعبثية أو كما سماها رجل قديما: أن تكون كحمار الرحى يعود إلى المكان الذي بدأ منه.
وختاما، أرجو أن تبحث عنك لتجدك وتنطلق، وإلا فأنت تائه تافه يجرفك التيار.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد