هل يمكن أن تتحكم بجيناتك أو تتمرد عليها؟

نعم يمكن أن تستثمر صفة موجودة لديك وتحورها أو تغير مسارها تبعا للهدف الذي يسير عقلك ويتملك تفكيرك وروحك فهذا الهدف هو أكبر حافز يمكن أن يؤثر في جيناتك.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/01 الساعة 04:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/01 الساعة 04:35 بتوقيت غرينتش

هل يمكن أن تتمرد على جيناتك أو تحسن إدارتها على الأقل؟ أو هل يمكن أن تظهر صفات جينية جديدة لم تكن لديك أصلاً؟

أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال هي التي وضعت البشر عند مفترقات الطرق وحولتهم مما هم عليه إلى ما هو أفضل وهي التي جعلتهم يتطلعون إلى البناء والتحديث والتغيير.

فما الذي يفرق الإنسان عن الحيوان إذا كانا يشتركان في كثير من الصفات الجينية البيولوجية؟!
إنها صفحة التحول وتطلع الإنسان ليكون أفضل.. إذاً هي صفة التمرد على الجينات أو حسن إدارتها.. هنا يكمن سر أن تكون إنسانًا لا حيوانًا..

عودة للسؤال.. كيف ذلك وهل يمكن ذلك؟

أول ما وضعني امام هذا السؤال قول رسولنا الكريم "اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين"..
فهمت هنا أن رسول الله اعتمد على صفات جينية موجودة أصلاً في الرجلين وعلى الرغم من أنها تستخدم فيما لا يحمد عقباه بالنسبة للمسلمين، إلا أنه يمكن تحويلها واستثمارها ذاتها لتصبح محمودة العواقب.. وبالفعل هذا ما كان حين أسلم عمر بن الخطاب ولم يتخلَّ عن صفاته -لم يتخلَّ عن شدته وقوته وثباته على المبدأ- لكنه أحسن إدارتها تبعا لفكر جديد وهدف جديد تملك عقله وعمره معا..

إذاً يمكن أن يصل بك الأمر لتتحكم بجيناتك!

ثم بدأت بدراسة تخصص هندسة الجينات وحملت تساؤلاتي معي وكان مما درسناه أنواع كثيرة من الجينات والطفرات الوراثية منها ما هو موجود أصلاً ولا يمكن التخلي عنه، لكن يمكن أن يتم تثبيط مفعوله، ومنها ما هو موجود لكنه نائم ويمكن إعادة تفعيله ببعض الحوافز.. وكان مما درسناه نوع من الأمراض الوراثية التي تندرج تحت نوع:
multi factories inheritance disease "الأمراض الوراثية متعددة العوامل"..

هذا النوع من الأمراض الوراثية تتناقل جيناته لكن ليس بالضرورة أن تظهر إلا في حال تم تحفيزها بعدة عوامل بيئية تساهم في ظهورها، وغالبا ما تكون عوامل كيميائية أو فيزيائية خارجية!
هذه النظرية على الرغم من كون إسقاطها يكون على الأمراض فقط إلا أنك يمكن أن تفهم منها أن الجينات قد تتأثر بعوامل خارجية كثيرة وأنك يمكن أن تحفز ظهور صفات نائمة أو تثبط مفعول صفات مستيقظة.. أو يمكن أن تستثمر العوامل البيئية لإحداث طفرات جديدة فتحول مسار جين معين أو تنتج صفات جديدة كليًّا.

أذكر أحد المسلسلات الأجنبية القديمة اسمه Dexter "ديكستر" كان يتحدث عن شاب لديه نزعة جينية للقتل لا يعرف ما السبب الذي حفزها لديه لأنه فقد ذاكرته، فقام الذي رباه بإدخاله في سلك الشرطة حتى على الأقل يستثمر هذه النزعة بقتل المجرمين دون الأبرياء..
بغض النظر عن فكرة المسلسل الغريبة والمتطرفة نوعا ما.. لكن يمكن الاستفادة منها لإسقاطها على كثير من الصفات..

نعم يمكن أن تستثمر صفة موجودة لديك وتحورها أو تغير مسارها تبعا للهدف الذي يسير عقلك ويتملك تفكيرك وروحك فهذا الهدف هو أكبر حافز يمكن أن يؤثر في جيناتك.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد