المسلسلات التركية تمهد لطموحات أردوغان في أمريكا اللاتينية

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/30 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/30 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 30 يناير/كانون الثاني 2016، جولة واسعة في دول أميركا اللاتينية في مسعى لتوسيع علاقات بلاده خارج نطاق نفوذها التقليدي.

وسيزور أردوغان البيرو والإكوادور في أول مرة يزور فيها رئيس تركي هذين البلدين، كما سيتوقف في تشيلي في أول زيارة لرئيس تركي منذ عام 1995.

وفي مؤشر على تزايد قوة تركيا الناعمة، تجتاح المسلسلات الدرامية التركية دول أميركا اللاتينية ما يدفع المسؤولين في تلفزيونات القارة إلى البدء في استيراد المسلسلات التركية في المنطقة المعتادة إلى تصدير مثل هذه المسلسلات.

وستشمل أجندته محادثات مع زعماء أميركا الجنوبية حيث يُتوقع أن يشارك أردوغان في منتديات أعمال لتعزيز العلاقات التجارية.

وزار أردوغان كوبا وكولومبيا والمكسيك في فبراير/شباط 2015.

وسيبدأ جولته في تشيلي، يتوجه بعدها إلى البيرو قبل أن يختتم زيارته في الإكوادور، بحسب ما أفادت الرئاسة التي أضافت أن الرحلة "تظهر الأهمية التي نعلقها على دول أميركا اللاتينية".

طموح على المدى الطويل

تسعى تركيا إلى تنويع شركائها ليتخطوا الدائرة التقليدية في حدود الإمبراطورية العثمانية في منطقة الشرق الأوسط والبلقان، بحسب محللين.

ورأى المحلل أرون شتاين من مركز "المجلس الأطلسي" الأميركي للدراسات أن "الزيارة تأتي في إطار طموح تركيا الطويل الأمد لتوسيع تواجدها في أميركا اللاتينية لزيادة نفوذ تركيا عالمياً، وكذلك للوصول إلى شركاء تجاريين جدد".

ومع انفتاحها على أميركا اللاتينية، فإنه يبدو أن تركيا ترغب في تشكيل تحالفات جديدة في مناطق جديدة مع تقلب علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

وقال شتاين إن زيارة أردوغان إلى أميركا اللاتينية تهدف إلى تنويع علاقات بلاده.

وأضاف "إنها جزء من طموح تركيا الأوسع لتعميق علاقاتها مع عدد من اللاعبين بمنأى عن تحالفها مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي المنفردة".

وتابع "إنها استمرار لسياسة خارجية تم وضعها في السنوات الأولى من الألفية الثالثة".

ابتعاد عن الغرب

تغطي السياسة الخارجية لتركيا كذلك إفريقيا التي أصبحت محط اهتمام أكبر من تركيا، حيث زارها أردوغان مرات عدة في السنوات الأخيرة.

ويعتبر رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، مهندس هذه السياسة حيث سعى إلى أن يكون لتركيا دور رئيسي في الشؤون العالمية وليس فقط الإقليمية.

وانتقدت بعض الأوساط هذه السياسة الخارجية التركية الجديدة وقالت إنها "عثمانية جديدة" وأشارت إلى أنها تبتعد عن المحور الغربي.

وهاجم إبراهيم إبراهيم مستشار أردوغان هذه الانتقادات وقال إنها "ابتعاد" عن الغرب.

وكتب في صحيفة "صباح" اليومية الموالية للحكومة "البعض يذهب حتى إلى درجة أن يرى الانفتاح على أميركا اللاتينية وإفريقيا على أنه ابتعاد عن الغرب".
وقال إن ذلك يدعو إلى التساؤل حول ما إذا كانت "هذه التحليلات لها معنى في عالم متزايد التداخل والفرص الجيوسياسية الجديدة".

تحميل المزيد