كيف بدت مصر في الذكرى الـ 5 لثورة يناير؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/25 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/25 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش

تجمع نحو 100 شخص في ميدان التحرير بوسط القاهرة، الاثنين 25 يناير/ كانون الثاني 2016، لا ليحتفلوا بالذين دعوا وحثوا الناس على المشاركة في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك قبل 5 سنوات، ولكن للاحتفاء بالشرطة التي حاولت منعهم آنذاك.

وقال رفعت صبري (52 عاماً) الذي وصف نفسه بأنه مهندس أدوات منزلية "جئت أحتفل مع أخواتنا وآبائنا وزملائنا في الشرطة والجيش الذين ضحوا من أجلنا بدمائهم وحياتهم."

ميدان التحرير

وكان يضع على سترته دبوساً به صورة للرئيس عبد الفتاح السيسي وهو أحدث عسكري يتولى رئاسة البلاد، وأدى التضييق الأمني الذي تمارسه سلطاته على النشطاء الشبان الذين قادوا انتفاضة 2011 والإسلاميين الذين جاءت بهم إلى السلطة، إلى تبديد آمال هؤلاء النشطاء في عهد جديد من الحرية السياسية.

وكان أحد المتظاهرين يحمل لافتة كتب عليها "كمل يا ريس" بينما كان يوزع آخرون الورود على رجال الشرطة الذين اعتقلوا الآلاف من معارضي الحكومة في عهد السيسي.

وكان صوت صافرات عربة شرطة مدرعة يدوي بالقرب من المكان ليذكر بالمواجهات التي وقعت بين المحتجين والأمن في الشوارع عام 2011.

وبعدما كانت تعمل في الظل، تصدرت جماعة الإخوان المسلمين وهي أقدم جماعة إسلامية في مصر أول انتخابات برلمانية نزيهة تشهدها البلاد بعد الانتفاضة، كما فاز مرشحها محمد مرسي بانتخابات الرئاسة التي جرت عام 2012.

لكن ذلك لم يدم طويلاً، ففي عام 2013 انقلب وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي على الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وفي الأسابيع التالية قُتل المئات من مؤيدي مرسي في الشوارع، وألقي القبض على آلاف آخرين في أدمى حملة قمع في تاريخ مصر الحديث.

ووجد نشطاء ليبراليون ويساريون ومن بينهم أشخاص أيدوا عزل مرسي في موقع متنافر مع القيادة الجديدة التي تعتبر حالياً أن الاحتجاجات الحاشدة على مرسي والتي انطلقت يوم 30 يونيو/ حزيران هي الثورة الحقيقية.

وسنت قوانين جديدة تقيد التظاهر ووسعت من سلطات المحاكم العسكرية. وفاز السيسي بالرئاسة بعد حصوله على نحو 98% من أصوات الناخبين.

وقتل المئات من عناصر الشرطة والجيش في هجمات شنها جهاديون منذ عزل مرسي عام 2013 ومن بينهم جماعة ولاية سيناء التي بايعت تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد وتنشط في شبه جزيرة سيناء.

وتنأى جماعة الإخوان المسلمين بنفسها عن هذه الهجمات وتقول إنها جماعة سياسية ملتزمة بالسلمية.

لا آمال.. لا أحلام.. لا مخاوف

ولا توجد احتفالات رسمية بذكرى الانتفاضة على مبارك ولا يتوقع أن تندلع احتجاجات كبيرة خاصة بعد إلقاء قوات الأمن القبض على العديد من الأشخاص بدءاً من القائمين على إدارة صفحات على فيسبوك وحتى الطلاب النشطاء، كما أغلقت قوات الأمن أماكن فنية وثقافية ومقاهي بوسط القاهرة خشية من أن يتجمع بها النشطاء.

وخصصت صحيفة اليوم السابع الخاصة صفحة لرسوم الكاريكاتير التي تسخر من حال الثورة والمجموعات المختلفة التي حاولت نسبها لنفسها بدءاً من الإخوان المسلمين وحتى الشرطة.

ويصور أحد الرسوم شخصين يرتديان معطفين ويسيران تحت المطر ويسأل أحدهما الآخر في استنكار "هو ده الربيع العربي؟". ويصور رسم آخر عضواً مسناً بجماعة الإخوان وهو يخاطب شاباً يجلس على رصيف وتبدو عليه مظاهر الإحباط قائلاً "قوم بدل القعدة اعمل ثورة وأنا هساعدك وأركبها..".

وفي خطابات ومقابلات من السجن، حكى نشطاء رحلتهم من الأمل والحماس خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوماً عام 2011 وصولاً إلى معركتهم الجديدة ضد اليأس.

وكتب الناشط علاء عبد الفتاح الذي يقضي عقوبة السجن لخمس سنوات لمشاركته في احتجاج محدود في صحيفة الجارديان البريطانية يقول "ليس لدي ما أقوله: لا آمال.. لا أحلام.. لا مخاوف.. لا تحذيرات.. لا رؤى.. لا شيء.. لا شيء على الإطلاق."

وعودة إلى التحرير كان ضباط شرطة برتب كبيرة يوزعون منشورات مكتوب عليها الشرطة في خدمة الشعب.

وأغلقت الشوارع المؤدية لوزارة الداخلية بشاحنات تابعة للشرطة وحواجز. وطمست أغلب رسوم الجرافيتي على جدران شارع محمد محمود الذي شهد مواجهات دامية بين المحتجين والشرطة.

لكن لايزال يرى البعض أن هناك أملاً.

وقالت الناشطة ماهينور المصري في خطاب من السجن "الثورة دائمة دوام الحياة والحلم."

تحميل المزيد