تظاهر المئات الأحد 24 يناير/كانون الثاني 2016، في شمال شرق اليونان احتجاجاً على السياج القائم على الحدود البرية اليونانية-التركية وطالبوا بفتح ممرات آمنة للمهاجرين وذلك بعد يومين على غرق 45 مهاجراً بينهم 20 طفلاً على الأقل بعد غرق 3 مراكب في بحر إيجه.
والحدود البرية اليونانية-التركية التي لطالما كانت معبراً سرياً، أغلقت في العام 2012 بسياج بطول 12,5 كلم رغم تردّد المفوضية الأوروبية آنذاك.
ممر للمهاجرين
العديد من العاملين في وكالات إنسانية طرحوا فكرة إقامة ممر للمهاجرين، وهو ما ترفضه حالياً اليونان التي يحضّها شركاؤها الأوروبيون على وقف عبور المهاجرين أراضيها هرباً من الحروب والبؤس.
وقال وزير الشؤون الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس السبت، في ختام زيارة لبرلين "ليس بالأمر السيّء وجود هذا السياج حالياً، لا يمكن لليونان أن تستقبل عدداً أكبر ممّا تستقبله الآن".
صورة الطفل آلان
وتلبية لدعوة منظمات يسارية حمل المتظاهرون وبينهم يونانيين وأيرلنديين وأتراك لافتات كتب عليها باليونانية والتركية والإنكليزية، "افتحوا الحدود، كفى غرقاً في إيجه!".
وانطلق المتظاهرون من بلدة كاستانيس اليونانية وحمل بعضهم سترات النجاة التي أصبحت رمزاً للهجرة عبر بحر إيجه وأخطارها، ومنعت الشرطة وصولهم إلى بعد أمتار من السياج الذي أقيم في منطقة عسكرية يمنع دخولها.
وحملت مجموعة من المهاجرين الباكستانيين لافتة عليها صورة السوري آلان الكردي ميتاً على شاطئ تركي والتي هزت الرأي العام العالمي في سبتمبر/ أيلول.
ومنذ ذلك الحين قتل العديد من الأطفال في ظروف مماثلة في بحر إيجه بينهم 20 على الأقل يوم الجمعة إثر غرق 3 مراكب بين تركيا والجزر اليونانية.
اللجوء حقّ إنساني
وردد المحتجون هتافات من قبيل "اللجوء حقّ إنساني"، و"الشعب السوري ليس وحيد"، في محاولة للفت الأنظار إلى أزمة اللاجئين السوريين.
وقال "فهمي أوزار" المتحدث باسم المجموعة، إلى ضرورة فتح المعابر الحدودية في كل البلدان أمام اللاجئين، مبينا أن "الحرب في الشرق الأوسط، جعل المنطقة في حالة لا يمكن العيش فيها".
وأوضح أوزار، في كلمة له خلال الوقفة، أن الحرب المتواصلة فتحت الطريق أمام هجرة آلاف الأشخاص من شعوب المنطقة، وعلى رأسهم الشعب السوري، مشيرًا أن "أزمة اللاجئين الحالية هي أكبر موجة هجرة في التاريخ".
جريمة إنسانية
وشدّد على ضرورة تحمّل جميع الدول المسؤولية تجاه اللاجئين، وتطبيق قوانين اللجوء عليهم، مضيفًا "ينبغي إخلاء جميع المخيمات، وايجاد حلول تساعد الناس على العيش سويا، من خلال العمل ضمن شروط متساوية".
واعتبر أوزار، إعادة الناس إلى الأماكن التي فروا منها، "جريمة إنسانية"، داعيًا الدول إلى تطبيق قوانين اللجوء.
وهذه التظاهرة هي الثانية من نوعها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، وتأتي بعد مأساة الجمعة التي أدت إلى تجديد الدعوة للاتحاد الأوروبي لفتح حدوده لتجنّب أن يجازف المهاجرون الراغبون في الوصول إلى أوروبا بحياتهم في بحر إيجه.