لماذا يحرض إعلام بوتين ضد اللاجئين السوريين في أوروبا؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/23 الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/23 الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش

يقوم الإعلام الروسي بالتحريض ضد اللاجئين السوريين الموجودين في أوروبا رغم معاناتهم التي لم تشارك فيها موسكو بأي جهد بل كانت أداة جديدة للقتل والتشريد والتدمير، وفي محاولة من إعلام بوتين لتبرير الحملة العسكرية الروسية التي بدأها بوتين دعما للرئيس السوري بشار الأسد، يقوم بتشويه صورة اللاجئين.

موقع "الجزيرة نت" نشر تقريرا رصد فيه حملة الإعلام الروسي بحق اللاجئين وأظهر أن إعلام بوتين يسلط الضوء بشكل لافت على بعض الممارسات التي تصدر عن قلة من اللاجئين، لتبرر وجهة النظر الروسية التي ترى أن استقبال أوروبا هؤلاء اللاجئين خطيئة فادحة.

حالات تحريض واضحة

التقرير كشف أن محطات تلفزة حكومية رئيسية مثل "أو أر تي" و"أر تي أر" و"روسيا 24″، بالإضافة إلى قنوات خاصة واسعة الانتشار مثل "إن تي في"، تقوم بحملات تحريضية اعتمدت على الحديث على ما تعدّه جوانب سلبية لتواجد المهاجرين في أوروبا.

وروج الإعلام الروسي عبر النشرات والتقارير الإخبارية والبرامج الحوارية، أن إمام مسجد في ألمانيا يقول إن "اللاجئين الشباب تستفزهم ملابس الأوروبيات المتحررة وتضطرهم للتحرش بهن"، وكذلك خبر عن طالب مدرسة سوري في السويد أقدم على ذبح زميله في الدراسة بعد خلاف معه.

ومن بين عناوين المقالات التي يمكن قراءتها على صفحات جرائد مثل صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي" و"إوفستيا"، أوروبا تقف أمام خياري الأسلمة والفاشية، ونجم أوروبا يبدأ بالأفول.

سيغيرون وجه القارة

كما كتب أستاذ العلوم السياسية في الأكاديمية الدبلوماسية الروسية بوريس شيميلوفالذي مقالة في صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي" واسعة الانتشار، قال فيها إن "تدفق اللاجئين إلى أوروبا ما هو إلا رد إسلامي على الحملة الصليبية التي أرسلتها أوروبا في الماضي إلى المشرق العربي، وهم يسعون من وراء ذلك لنشر الفوضى في أوروبا، التي تواجه خطر الاجتياح من جانب اللاجئين العرب والسوريين الذين سيغيرون وجه القارة بما يحملونه من عقائد وأفكار وعادات سيسعون لفرضها".

الإعلام الروسي يبالغ

الحقوقي والمعارض الروسي قسطنطين كوروتي، قال في حديث للجزيرة نت إن "الإعلام الروسي بتحامله على اللاجئين يسعي لتبرير الموقف الروسي الرسمي المتخاذل تجاه قضيتهم، وتحويل الرأي العام الروسي ليسير باتجاه استحسان الموقف الرسمي، وعدم التعاطف مع اللاجئين".

وتابع أن الإعلام الروسي يبالغ في الحديث عن التهديدات التي كانت ستتعرض لها روسيا في حال استقبالها لاجئين، بإظهار لجوئهم إلى أوروبا كأنه اجتياح مخطط ومنظم تقف خلفه تنظيمات إرهابية ودول معادية لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في أوروبا، وهو إعلام موجه للداخل يزيد من حالة "الإسلاموفوبيا".

خطر حقيقي وليس حرباً إعلامية

في المقابل، أكد خبير الحرب الإعلامية بافيل رودكين، أن الإعلام الروسي يقدم صورة سلبية لكنها واقعية لممارسات اللاجئين وردود أفعال المواطنين الأوروبيين، وهو بذلك ينقل صورة موضوعية لوجود اللاجئين في أوروبا دون أية أهداف جانبية.

وشدد على أن أغلب اللاجئين من المسلمين، وهم يشكلون خطرا على أوروبا المسيحية، بثقافتهم وتقاليدهم، كما قد يكون من بينهم إرهابيون مندسون، وهذه مسألة حساسة تتعلق بالأمن القومي

تحميل المزيد