جون كيري يبدد القلق السعودي من تقارب طهران وواشنطن بشأن الاتفاق النووي

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/23 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/23 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش

أعربت السعودية أمام وزير الخارجية الأميركي جون كيري، السبت 23 يناير/كانون الثاني 2016، عن قلقها حيال تقارب محتمل بين الولايات المتحدة وإيران، في أعقاب بدء تنفيذ الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي.

ويزور رئيس الدبلوماسية الأميركية الرياض حتى غد الأحد؛ في مسعى لطمأنة حلفائه الخليجيين السُّنة القلقين من مصالحة محتملة بين واشنطن وإيران الشيعية.

وتطرق كيري وشركاؤه العرب أيضاً إلى العملية السياسية في ما يخص سوريا، التي أصبحت مجدداً مسرحاً للصراع بين القوى الكبرى والدول الإقليمية، ومن ضمنها السعودية وإيران.

إيران الداعم الأول للإرهاب

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي مقتضب عقده مع نظيره الأميركي: "أنا لا أرى الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع إيران. إيران لا تزال الداعم الأول للإرهاب في العالم".

وأضاف الجبير أمام كيري الذي بدا في موقع الدفاع وأقل راحة من المعتاد: "بشكل عام الولايات المتحدة تدرك جيداً خطر السلوكيات والأنشطة الإيرانية. ولا أعتقد أن لدى الولايات المتحدة شكاً بشأن الحكومة الإيرانية وطبيعتها".

وحذر الوزير السعودي أيضاً من "التدخلات" الإيرانية "في شؤون الدول العربية"، في إشارة إلى النزاعات الإقليمية في سوريا والعراق واليمن، حيت تخوض الرياض وطهران مواجهة غير مباشرة.

قلق أميركي من رعاية إيران لأنشطة إرهابية

من جهته، قال كيري إن "الولايات المتحدة تبقى قلقة إزاء بعض النشاطات التي تقوم بها إيران" في المنطقة، خصوصاً "دعمها لمجموعات إرهابية مثل حزب الله" اللبناني، وبرنامجها للصواريخ البالستية الذي دفع الولايات المتحدة الى فرض عقوبات جديدة على طهران رغم التسوية بشأن البرنامج النووي.

وصباح السبت، شارك الوزير الأميركي في اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، ثم التقى بعد الظهر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ومنسق الهيئة العليا للتفاوض باسم المعارضة السورية رياض حجاب.

إيران مزعزِعة للاستقرار

والدول الخليجية حليف تقليدي للولايات المتحدة، لكنها تختلف معها بشأن إعادة إيران، القوة الشيعية في المنطقة، الى الساحة الدولية بعد توقيع الاتفاق النووي في يوليو/تموز 2015 ودخوله حيز التنفيذ قبل أسبوع.

وتخشى الرياض انفراجاً في العلاقات بين طهران وواشنطن على حسابها، وإن كان الأميركيون ينفون رسمياً أي مشروع مصالحة مع إيران التي يعتبرونها دولة "تزعزِع الاستقرار" في الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، تحول التنافس بين السعودية وإيران المختلفتين أيضاً حول النزاعات في سوريا واليمن ولبنان، مطلع يناير/كانون الثاني الى أزمة مباشرة، تجلت في قطع العلاقات الدبلوماسية بعد مهاجمة متظاهرين للسفارة والقنصلية السعوديتين في طهران. وكان المتظاهرون يحتجون على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض في المملكة الشيخ نمر النمر.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: "نريد أن نناقش مع وزراء مجلس التعاون الخليجي الغضب السعودي الذي نجم عن الهجمات على بعثتي (الرياض) في إيران".

وأضاف: "نقف معهم بالكامل في هذه القضايا، لكننا نرى أن خفض التوتر هدف مهم ليس للولايات المتحدة فقط بل للمنطقة".

طريقة للتعايش

وعبر الدبلوماسي الأميركي عن الأمل بأن تفكر الرياض في "إعادة فتح سفارتها في طهران"، وقال: "من المهم أن يتوصل السعوديون والإيرانيون الى طريقة للتعايش".

من جهة أخرى، ناقش كيري مع نظيره السعودي محادثات السلام المرتقبة في جنيف خلال أيام بين ممثلي النظام السوري والمعارضة بإشراف الموفد الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.

ولم يحدد كيري موعداً لهذه المحادثات، إلا أنه أعلن أن مجموعة دعم سوريا المؤلفة من 17 دولة ستجتمع "على الفور بعد انتهاء الجولة الأولى" من المحادثات بين ممثلي النظام والمعارضة.

وبحسب موسكو، فإن كيري اتصل، السبت، بنظيره الروسي سيرغي لافروف وبحثا في مسألة تمثيل المعارضة السورية في محادثات السلام.

تحميل المزيد