اعتبر قاض بريطاني عرض الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2016، نتائج التحقيق العام حول قتل المعارض الروسي ألكسندر ليتفيننكو الذي اعتنق الإسلام قبل مقتله في لندن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وافق على الأرجح" على قتل العميل السابق في جهاز الاستخبارات بالسم.
القاضي قال في نتائج تحقيقه إن "عملية جهاز الاستخبارات الروسي وافق عليها على الأرجح (الرئيس السابق للجهاز نيكولاي) باتروشيف وكذلك الرئيس بوتين".
وتوفي ألكسندر ليتفيننكو في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 عن سن 43 عاماً، بعد 3 أسابيع على تناوله الشاي في حانة فندق ميلينيوم بوسط لندن برفقة أندريه لوغوفوي العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي والذي أصبح اليوم نائب حزبٍ قومي ورجلِ الأعمال الروسي ديمتري كوفتون.
وكتب القاضي أوين "أنا متأكد أن لوغوفوي وكوفتون وضعا مادة بولونيوم 210 في إبريق الشاي في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006. وأنا متأكد أنهما قاما بذلك بنية تسميم ليتفيننكو".
وأضاف إن جرعة أولى أضعف من البولونيوم وضعت لليتفيننكو العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي (كي جي بي) في وقت سابق في 16 أكتوبر/ تشرين الأول قبل الجرعة القاتلة في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر""الأدلة التي أقدّمها تؤكّد بوضوح مسؤولية الدولة الروسية في مقتل ليفتيننكو" في حين أن الكرملين نفى على الدوام أيَّ ضلوعٍ له في هذه القضية.
من هو ليفتننكو
وليتفننكو هو ضابط روسي شارك في حرب الشيشان الأولى سنة 1995، وأصبح وعميلا لجهاز الاستخبارات الروسية "كي جي بي"، وفي عام 1999 قام بفضح بعض ملفات الفساد داخل الاستخبارات، والملياردير الروسي بوريس بيريزوفسكي، وتم تقديمه للمحاكمة التي أسفرت عن سجنه بضعة شهور، ثم أطلق سراحه لاحقا بعد أن وقع وثيقة تمنعه من مغادرة الأراضي الروسية.
وبعدها هرب بصحبة زوجته الثانية ماريانا وابنه أناتولي، إلى لندن سنة 2000 وتم منحه حق اللجوء سنة 2006 ثم على الجنسية البريطانية، وأطلق 2 من أشهر كتبة، حتى أغتيل في 23 نوفمبر 2006.
وتعرض لمحاولة قتل في الفندق الذي يقيم به في لندن، وفي فراش موته اتهم ليفتننكو بوتين بإصدار أمر قتله بعدما تعرض للتسمم بمادة "بولونيوم-210".
وكشف في كتابه تفجير روسيا "Blowing up Russia" أن المخابرات الروسية قامت بعمليات تفجير في روسيا لتحريض الشعب على الحرب على الأقليات المسلمة عبر إلصاق التهم بالمتمردين الشيشان.
القاضي قال إن التوتر بين الرجلين يعود إلى لقائهما الوحيد المباشر عام 1998 حين طلب ليتفيننكو من فلاديمير بوتين الذي كان آنذاك رئيسا لجهاز الاستخبارات، القيام باصلاحات .
وبعدما لجأ إلى بريطانيا عام 2000 أطلق المعارض "هجمات شخصية متكررة" ضد بوتين واتهمه بشكل خاص بالاعتداء الجنسي على أطفال، كما ورد في التقرير.
أقيمت له صلاة الغائب في الجامع الكبير بوسط لندن بعد أن أعلن والده بأن أبنه ألكسندر قد كشف له بأنه اعتنق الإسلام وذلك قبل يومين من وفاته وأنه طلب أن يدفن حسب مراسم الديانة الإسلامية.