“شغل. حرية. كرامة”.. هتافات تونسيّة أطلّت من القصرين والاحتجاجات تضرب 11 مدينة

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/21 الساعة 00:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/21 الساعة 00:49 بتوقيت غرينتش

"الشعب يريد إسقاط النظام" شعار أطلقه التونسيون في بداية 2011 احتجاجاً على نظام بن علي وكان مقتل الشاب محمد البوعزيزي هو الشرارة التي فجّرت الربيع التونسي والعربي، وبعد 5 سنوات جاء مقتل الشاب التونسي رضا اليحياوي ليعيد الشعار من جديد للشوارع التونسية، إلى جانب هتاف "شغل. حرية. كرامة".

قال سكان ومسؤولون إن شرطياً قتل أثناء اشتباكات بين الشرطة ومحتجين يطالبون بالشغل مساء الأربعاء 20 يناير/ كانون الثاني في مدينة القصرين بينما اندلعت مظاهراتٌ في العاصمة وبلدات في أنحاء البلاد.

وشملت الاحتجاجات أيضاً مدن تالة وفريانة والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص والعاصمة تونس.

وأحرقت حشودٌ إطاراتٍ للسيارات وردّدوا هتاف "شغل.. حرية.. كرامة" في ثاني يوم من المظاهرات التي اندلعت في القصرين بعد انتحار شاب فشل في الحصول على وظيفة.

وأعادت الوفاة والاحتجاجات ذكريات انتفاضة "الربيع العربي" بتونس عام 2011 التي اندلعت عندما انتحر بائعٌ متجول شاب يسعى إلى رزقه مما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي على الفرار وفجرت احتجاجات في أنحاء العالم العربي.

والوضع متوتّر في القصرين منذ السبت إثر وفاة أحد العاطلين عن العمل رضا اليحياوي (28 عاماً)، بصعقة كهرباء بعد أن تسلق عموداً قرب مقرّ الوالي احتجاجاً على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام.

وتمّت إقالة أحد كبار المسؤولين في المدينة من منصبه في أعقاب وفاة الشاب كما أمرت رئاسة الحكومة بفتح تحقيق.

وشهدت القصرين، إحدى أفقر المناطق في تونس، مراراً منذ ثورة 2011 احتجاجات تحوّلت في بعض الأحيان إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة على خلفية البؤس والبطالة.

واستخدمت الشرطة التونسية، على مدار الأيام الماضية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين بالقصرين، وكانت السلطات أعلنت حظر التجول في المدينة، وشهدت البلاد مواجهاتٍ متفرّقة بين عناصر الشرطة والمتظاهرين.

وأفاد شهودٌ أن الشرطة استخدمت أيضاً خراطيم المياه وأطلقت النار في الهواء. وتواصلت المواجهات حتى المساء رغم منع التجوّل الذي أعلنته السلطات الثلاثاء بين الساعة 18،00 والخامسة صباحاً في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 80 ألف نسمة.
نسمة.

وقال محتجٌّ يدعى سمير في القصرين "أنا عاطل منذ 7 سنوات.. سئمنا الوعود ولن نعود إلى بيوتنا إلا عندما نحصل على شغل لنعيش بكرامة. هذه المرة نقول للرئيس وحكومته إما أن نعيش كلنا حياة كريمة أو نموت.. ولكن سننغص فرحتكم بالكراسي."

وقال متحدّث باسم وزارة الداخلية إن شرطياً واحداً على الأقل قتل في فريانة بعدما هاجمه محتجون.

وسعياً لتهدئة الاحتجاجات أعلنت حكومة الرئيس الباجي قائد السبسي يوم الأربعاء إنها ستشغل أكثر من 6 آلاف عاطل من القصرين وستبدأ في مشروعات إنشائية في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الحكومة خالد شوكات "الحكومة ليس لها عصا سحرية لتغير الأوضاع في القصرين ولكن ستبدأ فعلاً هذا العام عدة مشاريع هناك سعياً لامتصاص معدّلات البطالة المرتفعة."

ورغم أن الانتقال الديمقراطي في تونس كان سلساً وغير عنيف على العكس مما حدث في بلدان مثل ليبيا واليمن وسوريا وحظي بإشادة واسعة مع إقرار دستور جديد وانتخابات حرّة إلا أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشّة تمثّل أكبر تحدٍّ للائتلاف الحاكم في تونس.

وفي 2015 بلغت معدلات البطالة في تونس 15.3% في حين كانت 12% في 2010، ويشكّل أصحاب المؤهّلات الجامعية حوالي ثلث العاطلين عن العمل في تونس.

تحميل المزيد