شكلت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع المعارضة السورية في الرياض الشهر الماضي، وفدها لمباحثات محتملة مع نظام الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أعلن منسّقها رياض حجاب، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2016.
وكررت الهيئة التأكيد على أن المفاوضات التي تأمل الأمم المتحدة عقدها خلال أيام، يجب أن تقترن برفع الحصار ووقف القصف لاسيما الغارات الروسية، رافضة إدراج أطراف جديدة على طاولة المفاوضات.
وأعلن حجاب خلال مؤتمر صحفي في العاصمة السعودية: "قمنا بتسمية الوفد المفاوض، وتم الاختيار وفق معايير دقيقة".
وأضاف "تمت تسمية العميد أسعد الزعبي رئيساً للوفد، وجورج صبرة (رئيس المجلس الوطني السوري المعارض) نائباً له، ومحمد علوش ممثل "جيش الإسلام" (أحد أبرز الفصائل المقاتلة، والذي يحظى بنفوذ واسع في مناطق ريف دمشق) كبير المفاوضين".
وأكد حجاب الذي شغل منصب رئيس الوزراء السوري قبل أن ينشق عن النظام، أن "المفاوضات تقتصر على من رأت الهيئة أنه يمثل وفدها فقط".
وأضاف "نسمع أن هناك تدخلات خارجية وتحديداً تدخلات روسية ومحاولاتها زج أطراف أخرى في وفد الهيئة"، مؤكداً أن "موقفنا واضح ولن نذهب للتفاوض إذا ما تم إضافة وفد ثالث أو أشخاص".
وأشار إلى أنه "عند الدخول إلى مفاوضات نريد أولاً مُناخاً ملائماً وأرضية ملائمة للمفاوضات. لا يمكن أن نذهب إلى التفاوض وشعبنا يموت من الجوع وتحت القصف بالأسلحة المحرمة دولياً"، وانتقد "القصف الروسي على المدارس والمواقع المأهولة بالسكان"، حسب تعبيره.
الجبير يرفض الضغوط على المعارضة
ورفض وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، أمس الثلاثاء، أي ضغط خارجي على المعارضة، مؤكداً أنها "هي الوحيدة التي تستطيع تحديد من يمثلها في المباحثات، واللجنة العليا المنبثقة من مؤتمر الرياض هي الجهة المعنية بتحديد من يمثلهم في المفاوضات، ولا يجوز لأي كان أن يفرض على المعارضة من سيمثلها في المباحثات".
وأتى كلام الجبير غداة إعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن المنظمة الدولية ستوجه الدعوات للمباحثات "عندما تتفق الدول التي تقود العملية حول من ستوجه لهم الدعوة من المعارضة".
واتفقت دول معنية بالنزاع السوري أبرزها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وإيران المؤيدتان للنظام، في فيينا في نوفمبر/تشرين الثاني على خطوات للتوصل الى حل للأزمة المستمرة منذ قرابة 5 أعوام، تشمل جميع طرفي النزاع حول طاولة التفاوض.
وقبل عقد هذه المباحثات، جمعت السعودية في ديسمبر/كانون الأول أطيافاً مختلفة من المعارضة السياسية والعسكرية، في مؤتمر تم التوصل خلاله الى رؤية مشتركة للتفاوض، من أبرز بنودها اشتراط رحيل الرئيس الأسد عن السلطة مع بدء المرحلة الانتقالية.
وطالبت المعارضة في حينه بخطوات ملموسة قبل المفاوضات، منها وقف القصف والحصار والإفراج عن المعتقلين.
وبدأت روسيا نهاية سبتمبر/أيلول بتنفيذ ضربات جوية في سوريا تقول إنها تستهدف "الإرهابيين". إلا أن المعارضة ودولاً مؤيدة لها تتهم موسكو باستهداف الفصائل المسلحة "المعتدلة" ومناطق مدنية دعماً لقوات النظام.