اتهمت السعودية إيران، الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2016، بأنها تثير "الفتن والقلاقل والاضطرابات" في الشرق الأوسط، في حين رد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده لا تريد توترات في العالم الإسلامي، في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي الى تهدئة التوتر بين القوتين الإقليميتين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله: "منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، وسجل إيران حافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها".
وتابع أن السعودية مارست "سياسة ضبط النفس طوال هذه الفترة، رغم معاناتها ودول المنطقة والعالم المستمرة من السياسات العدوانية الإيرانية".
وأضاف أن السياسة الإيرانية "استندت إلى مبدأ تصدير الثورة، في انتهاك سافر لسيادة الدول وتدخل في شؤونها الداخلية تحت مسمى (نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها)".
واتهم طهران بـ"تجنيد الميليشيات في العراق ولبنان وسوريا واليمن، والدعم المستمر للإرهاب".
روحاني يرد
ومن جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده لا تريد "توترات" في العالم الإسلامي، وذلك لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي يقوم بوساطة بين إيران والسعودية، على ما أوردت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية الثلاثاء.
وقال روحاني: "نرغب في تطوير علاقاتنا ونحن ضد أي توتر شرط احترام حقوق المسلمين وشعوب المنطقة واحترام القواعد الدبلوماسية واللياقة".
ووصل شريف خلال النهار الى طهران بعد محطة في السعودية، حيث عبر الاثنين عن "قلقه العميق" إزاء الأزمة الخطيرة بين طهران والرياض منذ إعدام السعودية رجل الدين الشيعي السعودي المعارض للنظام نمر النمر.
ودعا شريف الذي يقوم بوساطة لتهدئة التوترات بين البلدين أيضاً الى "حل الخلافات بالسبل السلمية لما فيه مصلحة الامة (الاسلامية)"، بحسب بيان باكستاني.
وشدد الرئيس الإيراني من جانبه على "أن الوضع في المنطقة والعالم الاسلامي يتطلب تشكيل (تحالف) للتنمية وليس للحرب"، في تلميح الى التحالف العسكري العربي السني الذي يتدخل منذ مارس/آذار الماضي في الحرب الدائرة في اليمن.
زيادة التوتر
وتتواجه السعودية وإيران، الخصمان الكبيران والقوتان الاقليميتان، بصورة غير مباشرة عبر النزاعات الدائرة في سوريا والعراق واليمن.
وفي مطلع يناير/كانون الثاني تحولت عداوتهما الى مواجهة مكشوفة، فقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد أن تعرضت سفارتها لهجوم من قبل ايرانيين غاضبين من السعودية لإعدامها المعارض نمر النمر.
ونشرت الوكالة السعودية 58 نقطة أعدتها وزارة الخارجية تأكيداً للسياسة "العدائية لإيران" ورفض "الاكاذيب المستمرة"، وضمنها مقال كتبه وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي.
وكتب ظريف: "على القادة السعوديين حاليا القيام بخيار: يمكنهم مواصلة دعم المتطرفين وتشجيع الكراهية الطائفية او اختيار دور بناء من أجل الاستقرار الإقليمي".
وأضاف "اليوم يواصل البعض في الرياض ليس فقط منع تطبيع لكنهم مصممون على جر المنطقة بأسرها الى المواجهة"، معتبراً أن "التهديد الحقيقي الشامل هو الرعاية الفعلية من قبل السعودية للتطرف العنيف".