عدد اللاجئين في فرنسا لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية.. وكل مكان قابل للتحوّل إلى مخيم!

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/17 الساعة 02:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/17 الساعة 02:13 بتوقيت غرينتش

ما زالت أزمة اللاجئين تشكل الهمَّ الأكبر بالنسبة إلى السلطات الأوروبية، وعند مشاهدة أعداد المتدفقين إلى منطقة كاليه للعبور إلى بريطانيا لا نتخيل أنفسنا في فرنسا أو أننا نبعد عن باريس عاصمة الأنوار سوى بضع مئات من الكيلومترات.

في مخيم غراند سونت المجاور لمدينة دنكيرك الساحلية الشمالية يتواجد هناك آلاف من الرجال والسيدات والأطفال، وأعداد هائلة من الخيام.

لهذا السبب تعتزم السلطات الفرنسية نقل آلاف المهاجرين إلى مخيمات دائمة بالتعاون مع بلدية غراند سونت ومنظمة أطباء بلا حدود، فالأخيرة قالت لـ"عربي بوست" إن مخيمات اللاجئين في غراند سانت وكاليه: "وصلت إلى أحجام غير مسبوقة في وقت يزداد فيه عدد اللاجئين في أوروبا برقم لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية".

وتتنوع الجنسيات التي ستتواجد في المخيم الجديد فهي بين "العراقيين والسوريين والأفغان والإيرانيين والفيتناميين وشمال إفريقيا مثل السودان وإريتريا"، إلا أن جميع المتواجدين في المخيمات لا يملكون أي وثيقة أو إقامة قانونية بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

خطر موقع المخيمات ما زال يقلق السلطات الفرنسية التي تؤكد على أن أهم القيود المفروضة هي قيود أمنية بسبب وجود خطوط القطارات وأوتوستراد كبير قرب المخيمات.

مخيمات تلقائية!

فيما يضيف صمويل هانرون من منظمة أطباء بلا حدود لـ"عربي بوست" أن "المخيمات بُنيت بطريقة تلقائية، فيما تم تبديل مخيم كاليه من مكانه عدة مرات خلال الأعوام السابقة، أما اليوم فتقوم بإدارته الحكومة الفرنسية مع هدف أساسي هو ضبط الأعداد المتواجدة فيه".

أما مخيم غراند سانت فهو عبارة عن تتالي من الخيام الفوضوية الغارقة في المياه والأوحال كما يؤكد هانرون، حيث يعيش أكثر من 2500 شخص في ظروف لا تصل إلى أدنى معايير الإنسانية.

حمام واحد لكل 20 شخصاً

ومن أهداف المخيم الجديد هو تأمين مكان للاجئين مع شروط حياة أفضل "سنقوم بتركيب 500 خيمة بسعة 5 أشخاص، إضافة إلى الحمامات والمطابخ" بحسب صمويل هانرون "في المخيم الحالي لا يوجد إلا 30 مرحاضا لأكثر من 2500 شخص الرقم الأخير يخترق بذلك المعايير الدولية التي تنص على وجود حمام واحد لكل 20 شخصا على الأقل".

وأضاف هانرون أن "دخول وخروج اللاجئين من المخيم سيكون بشكل حر، وكما يريدون، نحن لا نريد أن نشارك في الإدارة الأمنية وأن نحتجز الأشخاص الهاربين من الحرب وضحايا العنف السياسي الذين جاؤوا إلى هنا بحثا عن حياة طبيعية".

"لا علاقة للمخيمات بموضوع المهاجرين أو حماية بريطانيا منهم" يقول هانرون، مضيفاً: "وخاصة مع وجود المساعدات الإنسانية وكمية كافية من الطعام والملابس بفضل المبادرات المحلية والعديد من الجهات الفاعلة إلا أن الأمطار وانخفاض الحرارة يسبب قلقا كبيرا للجهات المختصة".

30 يورو للعبور!

إن تَدفقَ المهاجرين وطلبهم اللجوء على أوروبا وتحويل بعض الأماكن إلى مخيمات، الأمر الذي أشار إليه كبير مراسلي شبكة الإعلام الفرنسي الخارجي عادل قسطل بعد رحلته التي امتدت شهرا على معظم مخيمات اللجوء في أوروبا ويقول "كل مكان قابل للتحول إلى مخيم وهذا يفرض تحديات كبيرة على رأسها ضمان النظافة والحفاظ على الأمن العام.
مضيفاً لـ"عربي بوست" أن "الأمور أكثر تعقيدا في البلقان. مقدونيا مثلا، وفرت قطارات بأعداد كبيرة حالت دون بقاء المهاجرين وتشكيل مخيمات. 30 يورو كانت كافية للعبور من الحدود إلى الحدود، أي من اليونان إلى صربيا عبر أراضيها".

أقوى الحكومات وأقدرها على إخفاء مظاهر البؤس هي النمسا وألمانيا "في محطة قطار فيينا، يدخل المرء الحمام بتذكرة سعرها نصف يورو. المتطوعون وفروا للمهاجرين عددا كبيرا من التذاكر حتى لا يجدوا أنفسهم في مواقف محرجة وكان المتطوعون يحملون على صدورهم بطاقات توضح اللغات التي يتكلمها المهاجرون" بحسب ما قاله قسطل مؤكداً على الشجاعة السياسية التي تحلّت بها الحكومة الألمانية في التعامل مع موضوع اللاجئين واصفهاً إياها بالسياسة النموذجية.

تحميل المزيد