أجبرت أحداث العنف التي تدور في الكثير من مناطق العالم قرابة 60 مليون شخص على ترك منازلهم وبلدانهم واللجوء لدولٍ أخرى أكثر أماناً، وكان على الكثيرين منهم دفع الثمن غالياً من أرواحهم أو أرواح أبنائهم أو زوجاتهم غرقاً في بحر إيجه بين تركيا واليونان، ولكن هل ينفع الروبوت الآلي "إيميلي" في إنقاذ اللاجئين من الغرق .
ووفق إحصائية المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، خلال عام 2015، حاول أكثر من مليون شخص (أغلبهم من سوريا) المرور إلى أوروبا بحراً، لقي 4000 منهم مصرعهم في منتصف رحلتهم إلى أوروبا نتيجة غرق القوارب غير الآمنة التي استخدموها لعبور البحر المتوسط.
إلى جزيرة ليسبوس اليونانية وحدها على سبيل المثال، يصل الشواطئ يومياً حوالي 2000 لاجئ، كلُّ هؤلاء يصيحون الآن طلباً لمساعدة إنسانٍ آلي يُدعى "إيميلي" تمَّ إنتاجه في أريزونا بأميركا.
"إيميلي" كلمة إنجليزية تختصر إسم نظام إلكتروني يقوم بمحاولة الإنقاذ من الغرق، وهو يشبه قارباً مطاطياً يتمُّ التحكّم به عن بعد وله قدرة على إيجاد الأشخاص الذين يواجهون الغرق.
تزن "إيميلي" 25 باونداً، ويبلغ طولها 4 أقدام، وتبلغ سرعتها 20 ميلاً في الساعة، وتتميز باللون الأحمر حيث تطفو فوق سطح الماء مع درّاجات مائية تمكّنها من الوصول سريعاً للمساعدة في الإنقاذ حيث تستطيع نقل 5 أشخاص في المرة الواحدة.
قامت إدارة الشواطئ في جزيرة ليسبوس بدعوة فريق من المتخصصين في أنظمة التحكم الآلية من جامعة تكساس لتجربة هذا النظام الجديد، وتقييم ما إذا كان قادراً على إنقاذ آلاف اللاجئين الذين يصلون يومياً إلى شاطئ الجزيرة.
جون سيمز ضابط سابق في حرس السواحل الأميركية ومسئول حالياً عن نشر الروبوتات في المياه قال "يمكننا تحريك قارب إلى هناك، ونقل مجموعات من اللاجئين الذين يستطيعون الإمساك به ومن ثم إخراجهم من الماء، ثم يقوم النظام الآلي بمهمته في إخراج من فقدوا الوعي"، حسب ما نقل موقع CSMonitor.
ليست الاستعانة ب "إيملي" المرّة الأولى التي يتمُّ فيها استخدام التكنولوجيا لمساعدة اللاجئين، حيث كشفت شركة IKEA مؤخراً عن مجموعة من خيم الإيواء الذكية، تتراوح مساحاتها بين 57 إلى 188 قدماً مربعة، يمكن تجميعها وتركيبها بسهولة، وتغطيتها بالألواح الشمسية ووضع شبكة لمنع الحشرات الطائرة، ولها أبوابٌ مصمّمة للقفل، ويبلغ العمر الإفتراضي لها 3 سنوات، وهو ما يمثل نقلة نوعية كبيرة بالنسبة للاجئين الذين يضطرون للعيش داخل خيام مزدحمة، ما يجعل المعيشة فيها أمراً بالغ الصعوبة.
ورغم أن التكنولوجيا تلعب دوراً هاماً في حلّ الكثير من المشاكل الحسّاسة والطارئة في العالم، إلا أن هناك الكثير من المشاكل التي تواجهها وتعيق انتشارها واستخدامها.
فعلى سبيل المثال، يرى مصممو إيميلي تحدياً كبيراً في طول الحبل الذي يرتبط بهذا النظام، حيث قد يسبب مشكلة كبيرة إذا تشابك مع المراوح الخاصة بقوارب خفر السواحل.
"يجب أن نكون أكثر حرصاً" هكذا تعتقد آني سياه رئيسة لجنة سلامة وأمن أنظمة الإنقاذ الإلكترونية بمنظمة IEEE الدولية، وتضيف "يمكن لكثير من الناس أن يخبروك عن أفكارٍ وأنظمة آليّة يمكن استخدامها في عمليات الإنقاذ، إلا أنّه لا يمكنك أن تتأكّد من ذلك أو من كونها مفيدة إلا عندما تستخدمها على أرض الواقع".