عن ناشط السلام السوري "غياث مطر"
خمس وتسعون دقيقة في مدينة إسطنبول تعيد زمن الثورة الجميل من خلال عرض خاص لفيلم "غاندي الصغير" تحت إدارة المخرج "سام قاضي" الحائز على العديد من الجوائز العالمية.
يعرض الفيلم مشاهد توثق بداية الحراك الثوري في مدينة "داريا" بريف دمشق، والأعباء التي كابدها الناشطون في المرحلة السلمية، وأبرزهم الناشط "غياث مطر/ غاندي الصغير"، مروراً بالأسباب التي حوّلت الحراك إلى التسلح، رغم بدء الثورة بتوزيع الورود والمياه على جنود النظام.
العرض الخاص للفيلم
برعاية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وبدعوة للسوريين المقيمين في مدينة إسطنبول، أقيم العرض الخاص للفيلم.
ابتدأ عرض الفيلم بكلمة افتتاحية جمعت كل من الأمين العام للائتلاف الوطني السوري "محمد يحيى مكتبي" والسيدة "سوزان مطر" الأخت الصغرى للشهيد "غياث". وقد ذكر السيد مكتبي أن "الثورة السورية جاءت كنتيجة طبيعية وحاجة حتمية لمطالب وحقوق شعب، تعرض طوال 40 عاماً للقمع والظلم.
فترجمت تلك المطالب لحراك شعبي سلمي شاركت فيه مختلف فئات الشعب". ولفت مكتبي الانتباه إلى أن "النظام قابل الثورة بالقتل والإرهاب وتسخير الفروع الأمنية لوأدها، ما أدى لبدء الانشقاقات من قبل الجنود والضباط.
واستمر النظام بإثناء الثورة عن المسار السلمي، الأمر الذي حتّم تشكيل مجموعات من المنشقين والمدنيين للدفاع عن المظاهرات، فكانت بداية حمل السلاح لحماية سلمية الثورة".
أما السيدة سوزان مطر فقالت: أنجبت ثورتنا في كل مراحلها رموزًا تتناسب مع صعوبتها ووحشية ما تواجهه. أتمنى من السياسيين أن لا يخذلوا دماء الشهداء فبلدنا في مرحلة حرجة للغاية وبقدر أهمية الاعتناء برموز الثورة لا بد من الاعتناء أكثر بأبناء كل الشهداء فهم من سيبنون وطننا".
إيصال صوت الثورة الحقيقي للعالم
مخرج الفيلم "سام قاضي" حدثنا أكثر عن الفيلم.. يقول القاضي: "الفيلم يتحدث عن حياة الناشط السوري السلمي غياث مطر والنضال السوري في سبيل الحرية وحياة كريمة. نحاول في هذا الفيلم الطويل "الناطق باللغتين العربية والإنكليزية" إلقاء الضوء على الشباب السوري السلمي المثقف الذي خرج إلى الساحات بالورود مطالبا بأبسط حقوقه".
ويضيف: هذه الشريحة من المجتمع السوري تم إخفاء دورها في وسائل الإعلام العالمية فقررنا أن يكون هذا الفيلم وسيلة لإيصال أصواتهم إلى العالم وخصوصا أصوات بعض هؤلاء الناشطين وهم ما زالوا محاصرين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وعن أماكن تصوير الفيلم قال المخرج إن التصوير تم بين مدينة داريا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية، الفيلم يعرض لأول مرة على جمهور عربي تحديداً لأنه لم يعرض في أماكن أخرى قبل عرضه في المهرجانات وجاء العرض تكريما لعائلة الشهيد والمشاركين في العمل.
عند سؤالنا عن سبب اختيار "غياث مطر" قال إن غياث رمز من رموز الثورة السلمية، صاحب فكرة قارورة المياه والورد غير التضحيات والأفكار التي كانت لديه فهو ورفاقه كان لهم دور في انطلاق الثورة.
زمن الثورة الجميل
أعاد الفيلم لدى الحاضرين زمن الثورة الجميل..
"محمود الطويل" ناشط سوري وشاعر من المقيمين في إسطنبول قال: "أنا سعيد جدا بالفيلم بصراحة أعجبت جدا بمادة الفيلم وبسوريته الفنية العالية جدا، أنت تعيش ساعة ونصف بفكرة متماسكة وتسلسل وثائقي، الفيلم احترافي وهو من الأفلام القليلة في الثورة السورية التي تخلد وثيقة نضال داريا".
السيدة "سوزان مطر" أخت الشهيد غياث، أبدت إعجابها بالفيلم وقالت: "أحببت الفيلم كثيرا وتمنيت لو أن عائلتي كانوا حاضرين وأتمنى قريبا أن يكون متاحا لكل السوريين لأنه لا يروى فقط قصة غياث ولا حتى "داريا" إنما يروي قصة كل مدينة سورية، قصة كل سوري".
أما "محمود الزبيبي" الناشط في المجال الإغاثي فيقول: "الفيلم كان مؤثرا جدا، الفيلم مثل صور كثيرة من حياة الثورة السورية كان حالة عامة ليس غياث فقط، كان مدناً كثيرة ليس داريا فقط، الفيلم يركز على أن ثورتنا جميلة خرجنا بالورود وأعاد إلينا روح الثورة. أعطانا الفيلم الفرصة لرؤية ثورتنا بعين المراقب.
من هو "غاندي" الصغير
"غياث مطر" ناشط سياسي سوري في مدينة داريا بريف دمشق قتل على يد قوات الأمن السورية أثناء الاعتقال إثر تعرضه للتعذيب..
شارك "غياث مطر" بتنظيم المظاهرات المطالبة بالحرية في مدينة داريا والتي كانت جزءاً من المظاهرات التي عمت سوريا عام 2011. وعرف غياث بمبادرته لتقديم الماء والورود لعناصر الأمن والجيش أثناء المظاهرات.
اعتقل غياث في 6 سبتمبر/أيلول 2011 خلال كمين نصبته قوات الأمن السورية وفي يوم السبت 10 سبتمبر/أيلول تم تسليم جثمان غياث لذويه إثر وفاته تحت التعذيب الذي تعرض له أثناء الاعتقال وتم تشييع جثمانه في نفس اليوم.
وقتل فتى في السابعة عشر من عمره خلال تشييع جثمانه في داريا. أقيمت لغياث مراسم عزاء حضره سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وألمانيا والدنمارك.
جدير بالذكر أن فيلم "غاندي الصغير" سوف يعرض بأكثر من مدينة تركية وفي العديد من الدول العربية والأجنبية.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.