قرارات نسائية في حياة نبي

ويكبر وتدور الأحداث معه فيواجه أول مشكلة حقيقية، ينتج عنها قتل رجل من قوم فرعون بالخطأ، حيث وكزه موسى ليزجره - دون قصد في القتل - فيخر الرجل ميتا

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/14 الساعة 03:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/14 الساعة 03:37 بتوقيت غرينتش

رسول من أولي العزم من الرسل بعثه الله (سبحانه وتعالى) إلى فرعون مصر، طاغية الأرض في ذاك الزمان، إنه موسى (عليه السلام).

ومن اللافت للمتتبع لحياة موسى (عليه السلام)، كما وردت في السرد القرآني، أن جزءاً مهماً من حياته منذ مولده إلى أن أصبح فتى يافعاً مرتبط بقرارات نسائية جاءت في أهم منعطفات حياة موسى (عليه السلام).

فالقرار الأول كان قرار والدته الصعب والحاسم بوضعه في صندوق "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي"، فكان هذا أول قرار بعد ولادة موسى (عليه السلام)، وهو قرار مفصلي اتخذته أمه بوحي من الله وتثبيت منه (سبحانه وتعالى).

يسير الماء بقدر الله فيقذف صندوق موسى إلى شاطئ قصر الطاغية فرعون، وتعثر زوجة فرعون على الصندوق لتجد فيه وليداً حديث الولادة، فتقرر أن تأخذه لتربيه، وتقنع فرعون بتبنيه "وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ". وهذا هو القرار النسائي الثاني الحاسم في حياة موسى ليكبر في قصر فرعون.

ثم تنطلق أخت موسى (عليه السلام) باحثة عنه لتعثر عليه في بيت فرعون مصر، فتقنع زوجة فرعون بأهل بيت يكفلونه ويرضعونه لهم "فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ" ليعود موسى إلى أمه ثانية، ويكون هذا القرار الثالث في حياته الذي صنعته أخته واتخذت زوجة فرعون فيه القرار.

تمضي الأيام ويشتد عود موسى (عليه السلام)، ويكبر وتدور الأحداث معه فيواجه أول مشكلة حقيقية، ينتج عنها قتل رجل من قوم فرعون بالخطأ، حيث وكزه موسى ليزجره – دون قصد في القتل – فيخر الرجل ميتا "فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ". يقرر موسى الهرب أخذاً بنصيحة رجل مؤمن ويصل إلى ماء مدين ليسقي لفتاتين ترعيان الغنم ولا تقدران على السقاية حتى يمضي الرعاة.

فتقرر إحداهما أن تعرض على أبيها استئجاره "قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" ليكون بعد ذلك زوجاً لها، ويكون هذا القرار النسوي الرابع في حياة موسى لينقله إلى بيت الزوجية.

أربعة قرارات نسائية حاسمة كل منها صنع منعطفاً في حياة موسى (عليه السلام) منذ ولادته إلى يوم زواجه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد