نتنياهو وسارة المتسلطة

غالباً ما أتابع تلك القناة الفلسطينية الخاصة، على نايل سات، وهي تبث برنامجاً فريداً من نوعه، حيث يقوم المذيع الفلسطيني بالترجمة الفورية لأحد البرامج الإسرائيلية التي تبث باللغة العبرية، خاصة تلك البرامج الناقدة للسياسات والسياسيين الإسرائيلين على قنوات إسرائيلية مختلفة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/10 الساعة 03:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/10 الساعة 03:31 بتوقيت غرينتش

غالباً ما أتابع تلك القناة الفلسطينية الخاصة، على نايل سات، وهي تبث برنامجاً فريداً من نوعه، حيث يقوم المذيع الفلسطيني بالترجمة الفورية لأحد البرامج الإسرائيلية التي تبث باللغة العبرية، خاصة تلك البرامج الناقدة للسياسات والسياسيين الإسرائيلين على قنوات إسرائيلية مختلفة، هذه المرة كان البرنامج يُبث على قناة "ياعيل ديان" وهي قناة إذاعية تلفزيونية تابعة لجيش الاختلال.

في بادئ الأمر، لم أصدق ما كانت تسمعه أذناي! فالموضوع التي كانت تتحدث عنه الموظفة السابقة في منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي "بنيامين نتنياهو" كنتُ حتى وقت مشاهدة هذا البرنامج أعتقد جازماً أن مثل هذه المواضيع مقتصر حدوثها فقط داخل قصور الرؤساء والزعماء العرب وغرف نومهم (…) فقد جحظت عيناي وجف ريق حلقي وأنا فاغر فاهي أشاهد وأستمع بذهول.

تقول تلك الموظفة -التي تعمد البرنامج تمويه هويتها- تقول حرفيا حسب المذيع الفلسطيني المترجم "رئيس الحكومة يعيش في منزل غير طبيعي".. لقد ظهر واضحاً عدم إيمان تلك الموظفة بدولة إسرائيل وقضيتها، ربما أن قناعتها تلك تبلورت خلال خدمتها في منزل رئيس الحكومة الحالي.

فهي تُتْبِع عبارتها تلك، موجهة خطابها للشعب قائلة "إلى كل مواطن إسرائيلي يعتقد بأن رئيس حكومته يبث للمواطنين بكل تصميم وعمى وبشكل إجباري، شعور الحياة في دولة هي أصلا غير طبيعية، إذا كنتم تسألونني ما إذا كنا سنعيش على السيف إلى الأبد؟ أقول لكم نعم".

ما علاقة ذلك ببيت الرئيس غير الطبيعي.. الأمر الذي كان مصدر ذهولي أيضا؟ يقول المذيع الإسرائيلي المستضيف، إن أقوال هذه الموظفة تحمل كماً هائلًا من القرف والاشمئزاز عندما نقارن الواقع الذي يعيشه رئيس حكومتنا ويحاول تشكيله، والذي يصوره لنا على أنه قَدَر، بحياته في بيته مع زوجته "سارة" كما صورتها لنا تلك الموظفة.

يقول المذيع الإسرائيلي "يجب وقف العنف والإرهاب هناك في منزل رئيس الحكومة".. ثم تتحدث الموظفة مجددا إذ ترتفع نبرة صوتها هذه المرة "نحن نتضرع لأجل وقف هذا التسلط والعنف الجسدي واللفظي، هذه المرأة متسلطة بجنون وخطيرة".

واقع شرير، فنتنياهو غير قادر على التخلص من تسلط زوجته وعنفها، لقناعته بعدم وجود بديل -كان الحديث للمذيع الإسرائيلي- فنتنياهو لا شعوريًّا يُربي مواطني إسرائيل على أنه لم يعد لهم خيارات متاحة عدا واقعهم العنيف والخطير الحالي.

والغريب أنه -نتنياهو- ما عاد قادرا على رؤية الوضع غير الطبيعي في منزله، تماما كما لم يعد قادرا على رؤية الوضع غير الطبيعي للدولة والبلد والناس! هذا الوضع الذي شكل نظامه جزءا كبيرا منه على مدار عشرين سنة.

وهذا يتوافق إلى حد بعيد مع شهادات الآخرين حول سلوك زوجته ووضعها النفسي الخطير على مدى تلك العشرين سنة أيضًا..

وغالبا ما وُجِّهت لها أصابع الاتهام، ثم يستطرد المذيع الإسرائيلي قائلا، ربما أن الاثنين -نتنياهو وزوجته سارة- هما من قاما بطبخ تلك الطبخة الغريبة.

صار واجبا على شعب إسرائيل أن يعي بأن رئيس حكومتهم الحالي، والذي يُفترض أن يُصدر تلك القرارات المصيرية، وأن يحافظ على أبنائنا، يعيش في بيت غير طبيعي تماماً
هو كالعصفور بيد الطفل مستسلم وضعيف -كان الحديث للموظفة السابقة وما زال- ألا ترون ذلك واضحا من خلال تخبطه واصطدامه بالجدر بينما نشهد معه تحول إسرائيل إلى كيان ضعيف ثنائي القومية؟!
لقد بدت وكأنها تلك هي مشكلته النفسية، فهو بدأ بإسقاط واقع منزله الغريب على سياساته، هو معطوب نفسيا.. هو يشعر بأنه ضحية في منزله ويريد أن يُربي شعبا كاملا على أن يكون ضحية أيضا! مهما ارتكب هذا الشعب من جرائم وويلات، بينما هو المخطئ دائما في منزله ويريدنا دائما أن نكون نحن المخطؤون..

"أيها الشعب الإسرائيلي الذي لن يتوقف يوما عن انتخاب "نتنياهو" ولا أنا أيضا -تتابع الموظفة- لن أتوقف عن انتخابه، رئيس حكومتكم يعيش في بيت غير طبيعي، نحن لم نعد قادرين على تحمل المسؤوليات، تماما كرئيس حكومتنا ولا نريد أن نعترف بذلك، لقد أصابت عدواه كل الشعب، الشعب الذي بات ذا قومية ثنائية.. والذي لا يريد أن يعترف بذلك، ولأجل هذا فهم سينتخبونه من جديد وأنا معهم".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد