نحن نعيش في بيئة غير مستقرة.. فيها أي تغيير مفاجئ يمكن أن يؤثر على الاقتصاد بشكل كبير، ولذلك فنحن نبحث دائما عن طرق لحفظ الاستثمار لأن أي منا على الأقل لا يريد خسارة رأس المال (المبلغ الأصلي) الذي قد وضع للاستثمار.
هناك علاقة مباشرة بين المخاطر والعوائد فكلما زادت المخاطر ارتفعت العوائد لذلك يرتبط مفهوم الاستثمار عند كثير من رواد الأعمال الجدد بتخوفات كبيرة ومقارنات بين وضع رأس ماله في مشروع معين ووضعه في بنك وغالباً ما يصنع هذا المناخ توتراً شديداً لمتخذي القرار في الاستثمار من عدمه.
وفيما يلي بعض اللمحات والخبرات الاستثمارية من وجهة نظر عملية و3 محددات تساعدك على اتخاذ القرار الاستثماري وهو المثلث الرابح
- فكر في شبكة العلاقات
- فكر في دراسة المنافس بذكاء
- قيم النظام الإداري
فكر في شبكة العلاقات
(PR)
عندما تضع مبلغا استثماريا مع شخص أو كيان فكِّر في دوائر هذه الجهة أو الشخص من علاقات حقيقية ومؤثرة وإلا فلن تحقق النتائج المرجوة. انظر إلى الكيان ودوائره واستكشف نجاحات تلك الدوائر.. فدوائر النجاح تتجاذب وأصحاب المصالح يجتمعون دائما للاندماج لتحقيق مزيداً من النجاحات وكن حريصاً على صناعة هذه الشبكة والتركيز عليها.
يؤكد ستيفين كروسر، الخبير في شبكات العلاقات ورئيس "مجموعة شبكة العلاقات" بمدينة هيكسفيل في ولاية نيويورك، أن معظم رجال الأعمال لا يعرفون كيف يحوّلون شبكات علاقاتهم إلى أداة عمل فعالة. ويقول في هذا الإطار: "إذا أدت جهود تكوين شبكة العلاقات إلى تكدس كمية كبيرة من البطاقات الشخصية لديكم ولم تدرّ كماً كبيراً من الأعمال الإضافية فهذا يعني أنّ عليكم إعادة النظر في أساليبكم المعتمدة".
ويعتبر كروسر أنّ على أصحاب المؤسسات الصغيرة أن يُقْدِموا على مقابلة الناس لهدفين هما: التعرّف على أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وتعريفهم بأنفسكم. ويوصي كروسر بالخطوات الأربع التالية لتضمنوا نجاح شبكة العلاقات الخاصة بكم وفعاليتها:
تقديم المعلومات والحصول عليها
شبكة العلاقات هي بمثابة طريق ذي اتجاهين. فعندما تقابلون الآخرين قد تودون سؤالهم عن مشاريعهم وأن تحدثوهم عن مؤسستكم. ابدأوا بالأمور الأساسية.. الاسم والشركة والانتماء، والمنصب وطبيعة العمل إلخ. بعد ذلك قد تسعون إلى الاستفادة أحدكم الآخر. إذن حاولوا تناول المواضيع التالية:
- ما نوع العمل الذي تقوم به شركتكم؟
- ما نوعية العملاء الذين تخدمونهم؟
- من الذي يتخذ لدى الشركات قرار شراء الخدمات و/أو المنتجات؟
- ما الذي يميزكم عن المنافسين؟
قيّموا الأشخاص
من غير الممكن إقامة شبكة علاقات مع الذين تتعرفون بهم كافة. لذلك فور حصولكم على المعلومات المبدئية، عليكم أن تقرروا إذا كان هؤلاء المعارف يستحقون أن تقابلوهم من جديد وأن تقيموا علاقة معهم. هل يمكنكم مساعدتهم وهل يمكنهم مساعدتكم؟ يجب أن تكون الإجابة على السؤالين "نعم".
المعيار الآخر هو البحث عن أشخاص مهتمين فعلاً بمساعدة الآخرين على حل مشاكلهم بدون أي ارتباط. بمعني آخر، لا تعتبروا أنفسكم كبناة لشبكة العلاقات ولكن كأشخاص يحلون المشكلات وابحثوا عن هذه الصفات في الأشخاص الذين تفكرون في ضمهم إلى شبكة العلاقات الخاصة بكم.
كوّنوا حلفاً إستراتيجياً
شبكة العلاقات ليست مجموعة من البطاقات الشخصية ولكنها مجموعة من الأشخاص. خصصوا الوقت الكافي لفهم طبيعة أعمال الأشخاص الذين تضمهم شبكة العلاقات الخاصة بكم. إذا كنتم قد اخترتم أعضاءها بذكاء فسيكون الأمر ممتعاً. عرّفوا هؤلاء الأشخاص بنوعية الأعمال التي تمارسونها ومع من تقومون بها. وتبادلوا آخر المعلومات والتشجيع. وفي النهاية سوف يصبح كل منكم بمثابة مندوب لمبيعات الآخر.
تذكّروا أن الهدف من تكوين شبكة العلاقات ليس الحصول على أعمال من له علاقة بكم ولكن الهدف هو محاولة عقد اتفاقات أعمال مع معارف أولئك الأشخاص.
كما يجب أن تكونوا قادرين على الاستعانة بأعضاء شبكة علاقاتكم للحصول على أفكار في الإدارة والمشورة والمعلومات وحتى التوصية بالموردين. سوف تتعلمون من بعضكم بعضاً وستسهمون في نمو أحدكم الآخر سواء في الأرباح أم في الأداء.
المراجعة والتنظيم
كلما اتسعت قاعدة علاقاتكم عليكم أن تعيدوا تقييم الأشخاص الذين تضمهم.
لذا استفيدوا من وقتكم بفعالية من أجل ترتيب أولويات معارفكم. وستجدون أنكم ستتصلون كثيراً بالأشخاص الأكثر إفادة لكم وأنّ هؤلاء سيشكلون دائرة معارفكم المقرّبين.
احرصوا على عدم قطع العلاقات فلا تعرفون متى سيكون أحدهم قادراً على مساعدتكم أو متى ستتمكنون أنتم من مساعدته. فإذا شعرتم أنّ شخصاً لا يفيدكم في الوقت الحالي فلا ضير من الاتصال به بين الحين والآخر لأنه قد يصبح مفيداً في المستقبل. بمعنى آخر، عاملوا الجميع بلطف لأنكم لا تعرفون أين قد يظهرون.
وسنتعرض في المقال القادم بإذن الله على باقي عناصر المثلث الاستثماري الرابح ،،،
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.