أدان مجلس الأمن الدولي مساء الإثنين 4 يناير/ كانون الثاني 2016 "بأقصى حزم ممكن الاعتداءات" على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في العاصمة الإيرانية (طهران) ومدينة مشهد (شمال شرق إيران) بعد اعدام الرياض لرجل دين شيعي، فيما أشار السفير السعودي لدى الأمم المتحدة إلى أن بلاده ستعيد العلاقات الدبلوماسية مع إيران عندما تتوقف طهران عن التدخل في شؤون الدول الآخرى.
وقطعت السعودية كل الروابط مع إيران الأحد في أعقاب إعدام المملكة رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، وقام محتجون في إيران والعراق بمسيرات لليوم الثالث للاحتجاج على إعدامه أسفرت عن حرق مقري السفارة السعودية في طهران، والقنصلية في مدينة مشهد.
على إيران حماية المنشآت
مجلس أعرب في بيان له عن قلقه العميق أمام هذه الاعتداءات.
وطلب من طهران حماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية وطواقمها، والاحترام الكلي لالتزاماتها الدولية في هذا الخصوص.
ولم يشر البيان الذي تبناه المجلس بإجماع اعضائه الـ15 إلى إعدام رجل الدين الشيعي المعارض للنظام السعودي.
وذكر البيان بأن اتفاقيات فيينا تلزم الدول حماية البعثات الدبلوماسية، ودعا جميع الأطراف إلى اعتماد الحوار واتخاذ اجراءات لتخفيف التوتر في المنطقة.
السعودية طلبت الإدانة
وطلبت السعودية من مجلس الأمن إدانة التعرض لبعثتيها الدبلوماسيتين في طهران ومشهد بعد اعدام رجل دين شيعي سعودي.
وقال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إن "هذه الهجمات تشكل انتهاكا خطيراً لاتفاقيات فيينا، حول حماية البعثات الدبلوماسية، وأن الرياض ترغب في أن يصدر مجلس الأمن بياناً يدين هذه الأعمال".
لسنا أعداء بالفطرة
وقال السفير السعودي أن بلاده ستعيد العلاقات الدبلوماسية مع إيران عندما تتوقف طهران عن التدخل في شؤون الدول الآخرى.
وسأل الصحفيون السفير السعودي عن الأشياء التي يمكن أن تجعل المملكة تعيد العلاقات مع إيران فأجاب قائلاً "شيء بسيط جداً، أن تتوقف إيران وتكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول آخرى بما في ذلك شؤون بلدنا."
وأضاف قائلاً "إذا فعلوا هذا فإننا بالطبع سيكون لدينا علاقات عادية مع إيران… نحن لم نولد أعداء بالفطرة لإيران."
لن تؤثر على جهود السلام
وأعلن السفير السعودي أن الأزمة مع إيران لن يكون لها تأثير على جهود السلام في سوريا واليمن، وأن الرياض لن تقاطع محادثات السلام المقبلة حول سوريا.
وأضاف "سوف نواصل العمل بشكل جاد من أجل دعم جهود السلام في سوريا واليمن" مضيفاً "سوف نشارك في المحادثات المقبلة حول سوريا" المقررة مبدئياً اعتبارا من 25يناير/ كانون الثاني في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وفي المقابل شكك سفير السعودية لدى الأمم المتحدة في رغبة إيران لدفع عملية السلام في سوريا، معتبراً أن طهران "لم تدعم كثيراً هذه الجهود".
كما أعرب عن أمله في أن تكون محادثات السلام المقبلة في اليمن والمقررة منتصف يناير/ كانون الثاني "مثمرة" ولكنه أضاف أن "هذا الأمر سيتوقف على موقف الحوثيين".
وجدد التأكيد على ضرورة ان يقبل الحوثيون المدعومون من إيران " تطبيق قرار الامم المتحدة 2216″ حول انسحابهم من الاراضي التي احتلوها منذ بدء الحرب الاهلية.
وحسب دبلوماسيين، فان محادثات صعبة استمرت مساء الاثنين بين أعضاء مجلس الأمن حول مشروع بيان اقترحته مصر التي انضمت إلى مجلس الأمن بصفة عضو غير دائم.
وقال المعلمي أيضا "لقد تلقينا دعماً واسعاً ونأمل أن يترجم هذا الدعم بصدور بيان"
دعوات للحل
يشار إلى أن تصاعد الأزمة بين البلدين دعا عدة دول إلى التحذير من تصاعد التوتر، فأعربت روسيا عن استعدادها "لدعم" بين الخصمين اللدودين السعودية وإيران، في حين دعت باريس وبرلين وواشنطن ولندن وروما إلى لجم التوتر الذي بدت مؤشرات على احتمال تمدده، مع إطلاق مسلحين النار على دورية للشرطة في المنطقة الشرقية حيث تتركز الغالبية الشيعية في السعودية، وتفجير مسجدين للسنة في العراق.
وجاءت الأزمة الجديدة بين السعودية وإيران جاءت على خلفية إعدام النمر مع 46 شخصا آخرين بتهمة "الإرهاب"، وأدين النمر (56 عاما) بتهم "اشعال الفتنة الطائفية" و"الخروج على ولي الأمر" و"حمل السلاح في وجه رجال الأمن "في المنطقة الشرقية من السعودية عام 2012، بينما أدين معظم المحكومين الآخرين بالضلوع في اعتداءات منسوبة إلى تنظيم القاعدة بين عامي 2003 و2006.