يعمل فريق من العلماء الروس على الاستفادة من حاسة الشم القوية لدى الفئران لتعقُّب المتفجرات والمخدرات وباستخدام التكنولوجيا الحديثة تصبح الفئران العملاء الجدد أفضل من أجهزة التعقُّب الصناعية والكلاب، ما يجعلها وسيلة روسية جديدة في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
إذا نجحت تلك التجربة، فإن القوارض ستكون قادرة على تنبيه مدربيها للمواد الخطرة أو غير القانونية حتى قبل أن يتعرفوا هم عليها.
تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الاثنين 4 يناير/كانون الثاني 2016، لكن هناك مشكلة واحدة فقط تواجه الباحثين الروس وهي طول المُدة التي يستهلكها تدريب الفئران بالشكل المطلوب (3 أشهر)، كما أن عُمرها لا يتجاوز عاماً واحداً.
ووفقاً لوكالة الأنباء المدعومة من الكرملين "سبوتنيك"، فإن "هذا يعني أنه سوف يتعيّن على العُلماء زرع تلك الرقائق المعدنية في جيوش من الفئران لتزويد الأجهزة الأمنية بهؤلاء العملاء الجدد في مجال مكافحة الإرهاب".
لكن العُلماء من مدينة روستوف على نهر الدون، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، لا توقفهم تلك التحديات، إذ يتحركون قُدماً نحو "الجيل القادم من الأسلحة".
هناك 3 فرق تعمل الآن على المشروع في "مخبر التكنولوجيا العصبية للإدراك والتعرُّف" في الجامعة الفيدرالية الجنوبية، على أمل تسخير الخلايا العصبية المسؤولة عن التركيز لدى الفئران، التي بدورها تُحسّن من حاسّة الشّم لديها وتجعلها أفضل من أجهزة التعقُّب الصناعية أو حتى الكلاب.
بالإضافة إلى هذا فإن للفئران ميزة كبيرة بسبب حجمها الذي يمكِّنها من تعقُب الناجين العالقين تحت أنقاض الكوارث الطبيعية.
قائد فريق البحث العلمي الدكتور ديمتري ميدفيديف صرّح بأنه "على عكس الكلاب، يستطيع الفأر أن يتسلل إلى أصغر الشقوق والجحور حتى وإن بدا أنها لن تستطيع فعل ذلك".
ثم أضاف: "بهذه الطريقة يمكن للفئران أن تجد لها طريقاً خلال الأنقاض، ومن خلال قدرتها الدماغية يمكنها أن تُدرك ما إذا كان هُناك، على سبيل المثال، ناجون تحت الأنقاض، وإن كان بالفعل هذا المكان يستحق البحث فيه، أم نوجه بحثنا إلى مكان آخر لننقذ أولئك الناجين بسرعة أكبر".
الرقائق المعدنية، التي تعطي انطباعاً بأن الفئران معصوبة الرأس، ينبغي أن تكون قادرة على الكشف عن ردود أفعال الفئران الفسيولوجية حتى قبل أن يأخذ الفأر رد فعل تجاه أي شيء.
لتحقيق ذلك طُلِب من مطوري البرامج أن يطوروا برنامجاً حسابياً مسؤولاً عن دراسة النتائج، ذلك البرنامج مهمته تتمثل في جمع البيانات والإحصاءات من ردود فعل الفئران الدماغية تجاه مختلف الروائح.
ولكن قبل القيام بذلك، على العلماء الفسيولوجيين أن يقوموا بتدريب الفئران على إدراك رائحة المتفجرات والمخدرات، وهي بالفعل مهمة صعبة ويجب تنفيذها في وقت قصير.
دكتور ديمتري قال إن "شهرين أو 3 هي المُهلة المطلوبة لتدريب الفأر على إدراك رائحة مادة واحدة، في حين أن العُمر الافتراضي للفأر الواحد هو عام واحد فقط. لا يمكننا استخدام الفئران الصغيرة في السن بعد، أما الفئران العجوزة فقد فقدت سلفاً قدرتها على الشم".
جدير بالذكر أنه تم استخدام الفأر الهامستر من قبل في: أنغولا، وموزمبيق، وكمبوديا، وتايلاند، لاكتشاف حقول الألغام، واستخدمت كولومبيا فئران التجارب من قبل للغرض ذاته، بينما استخدمتها إسرائيل في فحص حقائب المُسافرين في المطارات.