الإسلام السياسي

أدت الثورات العربية إلى انتشار الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وكذلك إقامة الخلافة الإسلامية، وكذلك تم السماح بإنشاء بعض الأحزاب الإسلامية كما حدث في مصر مثل: حزب الحرية والعدالة، وشاركت بعض الحركات الإسلامية في الحكم مثل : حركة النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وحزب العدالة والبناء في ليبيا، ولكن لم تتمكن هذه الأحزاب من تطبيق الشريعة الإسلامية.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/29 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/29 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش

إسلام سياسي.. مصطلح سياسي وإعلامي وأكاديمي استُخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره "نظاما سياسيا للحكم". ويمكن تعريفه كمجموعة من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الإسلامية التي يستخدمها مجموعة "المسلمين الأصوليين" الذين يؤمنون بأن الإسلام "ليس عبارة عن ديانة فقط.. وإنما عبارة عن نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة.

يتهم خصوم الحركات الإسلامية هذه الحركات بأنها "تحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به، وبناء دولة دينية ثيوقراطية وتطبيق رؤيتها للشريعة الإسلامية". وتلقى فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها في السياسة عدم قبول من التيارات الليبرالية أو الحركات العلمانية، فهي تريد بناء دول علمانية محايدة دينياً، وأن تكون مسألة اتباع الشريعة الإسلامية أو غيرها من الشرائع شأنا خاصا بكل فرد في المجتمع لا تتدخل فيه الدولة.

ورغم الانتقادات والحملات ضدهم تمكنت حركات الإسلام السياسي من التحول إلى قوة سياسية معارضة في بعض بلدان غرب آسيا وبعض دول شمال أفريقيا. كما نجحت بعض الأحزاب الإسلامية في الوصول للحكم في بعض الدول مثل تركيا.

يعتقد معظم السياسيين الغربيين أن نشوء ظاهرة الإسلام السياسي يرجع إلى المستوى الاقتصادي المتدني لمعظم الدول في العالم الإسلامي، حيث بدأت منذ الأربعينيات بعض الحركات الاشتراكية في بعض الدول الإسلامية تحت تأثير الفكر الشيوعي كمحاولة لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأفراد ولكن انهيار الاتحاد السوفييتي خلف فراغا فكريا في مجال محاولة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ويرى المحللون أنه من هنا انطلقت الأفكار التي ادعت بأن تفسير التخلف والتردي في المستوى الاقتصادي والاجتماعي يعود إلى "ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية وتأثر حكوماتهم بالسياسة الغربية ولعبت القضية الفلسطينة والصراع العربي – الإسرائيلي واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة كل هذه الأحداث وتزامنها مع الثورة الإسلامية في إيران وحرب الخليج الثانية مهدت الساحة لنشوء فكرة أن السياسة الغربية مجحفة وغير عادلة تجاه المسلمين وتستخدم مفهوم الكيل بمكيالين.

بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 حاولت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش إيجاد طريقة للحد من انتشار ما يسمى الإسلام السياسي فقامت الولايات المتحدة بإعلان الحرب على الإرهاب المثير للجدل الذي يرى البعض أنه بطريقة أو بأخرى أدى إلى زيادة انتشار فكر الإسلام السياسي حيث انتشرت هذه الأفكار في دول كانت تتبع في السابق منهجاً علمانياً مثل العراق حيث بدأت أفكار الإسلام السياسي بالظهور بعد غزو العراق في عام 2003 وبدأ الملف الشيشاني مع الاتحاد الروسي يأخذ طابعاً أكثر عنفاً. ورأى الرئيس الأميركي جورج بوش أن الإصلاح الاقتصادي في العالم الإسلامي يعتبر عاملاً مهماً في الانتصار على ما سماه الحرب على الإرهاب ولكن هذا الإصلاح بدى بطيئاً جداً في ساحات الحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق.

أدت الثورات العربية إلى انتشار الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وكذلك إقامة الخلافة الإسلامية، وكذلك تم السماح بإنشاء بعض الأحزاب الإسلامية كما حدث في مصر مثل: حزب الحرية والعدالة، وشاركت بعض الحركات الإسلامية في الحكم مثل : حركة النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وحزب العدالة والبناء في ليبيا، ولكن لم تتمكن هذه الأحزاب من تطبيق الشريعة الإسلامية.

تأسست العديد من الأحزاب الإسلامية في مصر ، فقامت جماعة الإخوان المسلمين بتأسيس حزب الحرية والعدالة ، وقامت الدعوة السلفية بالإسكندرية (من السلفية الجامية) بتأسيس حزب النور ، وتكونت أحزاب أخري مثل حزب الأصالة وحزب البناء والتنمية، حصلت هذه الأحزاب على غالبية مقاعد البرلمان ثم قضت المحكمة الدستورية العليا يوم الخميس 14 يونيو/حزيران 2012 بحل المجلس، واعتبرته جماعة الإخوان المسلمين حكمًا مسيسًا، ثم تقدم عدة مرشحين إسلاميين لانتخابات الرئاسة مثل: حازم صلاح أبو إسماعيل وخيرت الشاطر وقامت لجنة الانتخابات باستبعادهما من السباق، ودخل السباق من الإسلاميين كل من محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد سليم العوا، وفاز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة.. وبعد عام من حكمه أطيح به في انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، وقام أنصاره بالاعتصام في ميدان رابعة العدوية وكذلك ميدان النهضة، ثم تم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، واعتبر البعض ومنهم جورج كتن أن ذلك يعتبر فشل تطبيق الشريعة عن طريق الديمقراطية
كما يرى البعض أن مشاريع الإسلام السياسي قد فشلت في طرح أسلوبها ما أن وصلت للحكم

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد