أعلنت حملة "الرقة تذبح بصمت" على حسابها على موقع تويتر أن المعارض السوري المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، ناجي الجرف اغتيل الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 2015، في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا بمسدس كاتم للصوت، وذلك بعد حصوله على تأشيرة اللجوء إلى فرنسا، حسب أحد المقربين منه.
وكتبت حملة "الرقة تذبح بصمت" المناهضة لداعش باللغة الإنكليزية على تويتر "مخرجنا ناجي الجرف، الوالد لطفلتين، اغتيل بمسدس كاتم للصوت في غازي عنتاب (على الحدود السورية) في تركيا اليوم".
من جهته نقل موقع "تي 24" الإخباري التركي أن "الجرف قتل بالرصاص في رأسه أثناء تجوله في الشارع" في غازي عنتاب، مشيراً إلى أنه "توفي في المستشفى بعد نقله إليها متأثراً بجروحه".
وبحسب الموقع، فإن "الشرطة أطلقت تحقيقاً بحثاً عن المعتدي، ودققت في الكاميرات الموجودة في المكان كما استمعت إلى شهود عيان".
والجرف (38 عاماً) ناشط سياسي معروف بمعارضته للنظام السوري ومناهضته للتنظيم، يتحدر من مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي (وسط).
وقال صديق للجرف، رفض التصريح عن اسمه لفرانس برس أنه "كان من المفترض أن يصل إلى باريس الأسبوع الحالي بعد حصوله وعائلته الصغيرة على تأشيرة لجوء إلى فرنسا".
وقال صديق آخر على فيسبوك.
استشهاد الخال ناجي الجرف بعد استهدافه بطلق ناري اليوم في مدينة غازي عنتاب التركية ،، لله ما أخذ ولله ما أعطى Naji Jerf " our movie director " has been killed by suppressor gun in Gaziantep "Turkey" today .
Posted by AbdAlaziz Alhamza on Sunday, December 27, 2015
صفحة الجرف على فيسبوك تشير إلى أنّ آخر منشور له كان قبل ساعات قليلة من مقتله قال فيه "أيُّ حب هذا الذي زرعته بي؟. أي قلب سيحتمل بعدي عنك. أبو بحر. أحبك ما في دمي من كحول وأغنيات".
مروان عبد الرزاق أيُّ حب هذا الذي زرعته بي؟أي قلب سيحتمل بعدي عنكأبو بحر أحبك ما في دمي من كحول وأغنيات
Posted by Naji Jerf on Sunday, December 27, 2015
شغل الجرف أيضاً منصب رئيس تحرير مجلة "حنطة" السورية التي ترصد، وفق موقعها الإلكتروني، "المشاهدات اليومية في حياة المواطن السوري".
وفي 19 ديسمبر/كانون الأول الحالي، كتب على حسابه على فيسبوك "لوقت قصير كنت أحلم بقبر صغير يغمرني على تلة لطيفة بقرية اسمها فريتان شرق مدينتي (السلمية) بالقرب من قبر جدي (…) اليوم حتى هذا الحلم أمسى بطراً وترفاً".
وهو متزوج وأب لطفلتين وكان يعيش قبل الحرب بمدينة السلمية وسط سوريا بالقرب من مدينة حماه.
وعمل الجرف مع مجموعة "الرقة تذبح بصمت" التي تنشط سراً منذ نيسان/أبريل 2014 في الرقة (شمال)، معقل التنظيم المتطرف في سوريا، والتي توثق انتهاكات التنظيم الجهادي بعدما باتت المدينة محظورة على الصحافيين إثر عمليات خطف وذبح طالت عدداً منهم.
وأخرج أفلاماً وثائقية عدة عن الأزمة السورية، وفي منتصف الشهر الحالي نشر على موقع يوتيوب فيلماً وثائقياً قال إنه حول "تنظيم الدولة وسلوكياته في مدينة حلب قبل طرده منها".
وطردت الفصائل الإسلامية والمقاتلة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من الأحياء الشرقية لمدينة حلب (شمال) إثر اشتباكات أوائل العام 2014، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على أحيائها الغربية والفصائل المقاتلة في أحيائها الشرقية.
وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها ناشطون سياسيون سوريون معارضون في تركيا.
ففي بداية تشرين الثاني/ نوفمبر تبنى تنظيم الدولة الإسلامية مقتل الناشط إبراهيم عبد القادر (20 عاماً) من مجموعة "الرقة تذبح بصمت" مع صديق له، بعد يومين من العثور على جثتيهما مقطوعتي الرأس في مدينة أورفا في جنوب تركيا.