قبل 4 سنوات اجتمع فى مقر بيت الفنون بالعاصمة السودانية الخرطوم مجموعة من أقرباء وأصدقاء ومعارف معلم راحل يدعى الأمين العوض، الذي عرف في حياته بشغفه بمهنته وبما يرتبط بها من مؤسسات كالمدارس التى أهتم المعلم الراحل بصيانتها وترميمها حتى بعد تقاعده.
وقد قرر محبوه -ومنهم المخرج المسرحي طارق الأمين -بإحياء ذكرى وفاته كل عام بأن يقوموا بتأبينه بما كان يحب أن يقوم به وهو صيانة مدرسة وترميمها.
اختير لهذه الفعالية اسم عديل المدارس وهو اسم مستمدة مفردته الأولى "عديل" من العامية العربية السودانية وتدل على التفاؤل واستبشار الخير، ونظمت للمرة الأولى بإحدى مدارس حي الصحافة بالخرطوم.
واليوم وبعد مرور أربعة أعوام على انطلاقها تحولت عديل المدارس إلى مبادرة واسعة لصيانة وترميم المدارس فى السودان حيث قامت المبادرة حتى الآن بصيانة وترميم 138 مدرسة فى مختلف ولايات السودان.
يقول المخرج المسرحى طارق الأمين منسق المبادرة لـ "هافينغتون بوست عربى" إن "المبادرة ومع انطلاقتها الأولى وجدت تجاوبا منقطع النظير حيث شارك سكان حي الصحافة يومها في صيانة مدرسة حيهم".
ويضيف "تنطلق فكرة عديل المدراس من أحياء العون الذاتي الشعبي الذي كان سائدا في السودان فى سنوات سابقة حيث كان الأهالي يبادرون إلى تشييد المدارس في أحيائهم وقراهم وبلداتهم والاهتمام بأمرها بجانب سلطات وزارة التربية والتعليم بعد تسليمهم لها".
تفاعل متزايد
ويشير الأمين إلى أن نشاط مبادرة عديل المدارس يتركز على تنفيذ إصلاحات وأعمال صيانة فى المدارس من ترميم للفصول وإعادة طلائها وتشجير أفنيتها، وإن هذه المهام بدأت تتسع وتمتد حيث وصلت إلى إعادة بناء أسوار مدارس وفصولها وتجهيزها بالمقاعد، وكل ذلك بسبب توسع تفاعل مؤسسات وأفراد مع نشاط المبادرة.
ومن تلك المؤسسات التي تطوعت معهم شركة تعمل في مجال تصنيع الطلاء أصبحت تقدم للمبادرة منتجاتها مجانا وبحسب ما يحتاج القائمون عليها من كميات.
138 مدرسة
مدرسة آمنة بنت وهب الأساسية للبنات في حي حلة حمد بالخرطوم بحري، كانت المدرسة رقم 138 وآخر مدرسة قامت مبادرة عديل المدارس بالمساهمة فى صيانتها وترميمها، أعمال الصيانة لا تزال مستمرة فيها من خلال أكوام الرمل وجوالات الأسمنت الموجودة على المدخل الرئيسي للمدرسة.
مديرة المدرسة آمنة قسم السيد سالم قالت لـ"عربي بوست" إنهم في إدارة المدرسة طلبوا من مسؤولي المبادرة المجيء لمدرستهم والمساهمة في صيانتها".
وأشارت إلى أن العاملين فى مبادرة عديل المدارس "قاموا بصيانة أسوار المدرسة وطلائها أضافة لطلاء بعض الفصول الدراسية وأعادة بناء مسرح المدرسة وطلائه".